أول خطر نجده فيما قاله المسيح لتلاميذه: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ» (متى١٠: ١٦). وهنا يوجد أربع أنواع من الحيوانات والطيور؛ والغنم هم التلاميذ وسائر المؤمنين، أصحاب الرسالة السَمحة الخالية من أي عنف، وهو وصف ليس بجديد عليهم، لكن كرره المسيح عدة مرات (يوحنا١٠: ٢٧؛ ٢١: ١٥).
ولأن هؤلاء التلاميذ الغنم، سيُرسلون للتعامل مع الذئاب، وهم البشر المقاومين لهذه الرسالة، وهم من حذر منهم المسيح في موعظته على الجبل قائلاً: «اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!» (متى٧: ١٥). وقد أمر المسيح تلاميذه أن يسلكوا وسطهم بحكمة «الحيات» التي تنسحب وقت اللزوم، فلا يضيعوا مجهودهم في مجادلات تشتتهم، ولا يستفزوا الأخطار بلا داعٍ لصنع بطولة وهمية لهم.