إن إنجيل القديس لوقا في (الفصل ١: ٣٩-٥٦)، يُبيّن لنا هذا التابوت الحي، أن مريم وهي تترك بيتها في الناصرة وتسير نحو الجبال بسرعة إلى مدينة في يهوذا، إلى بيت زكريا وأليصابات. أنه من الأهمية بمكان أن نلفت الانتباه لصفة وذهبت "بسرعة": فأمور الله تستحق السرعة، لا بل هي الأمور الوحيدة في العالم التي تستحق السرعة، لأنها الأمر الوحيد الطارئ حقًا في حياتنا. وهكذا تدخل مريم في بيت زكريا وأليصابات ، ولكنها ليست لوحدها. فهي تدخل حاملة الابن الذي هو الله بالذات الذي صار بشرًا. بالطبع كان هناك انتظار لمساعدتها في ذلك البيت، ولكن الإنجيلي يقودنا لكي نفهم أن هذا الانتظار كان يشير إلى إنتظار آخر وأعمق. زكريا، أليصابات والصغير يوحنا المعمدان كانوا رمزًا لأبرار العهد القديم، الذين كان قلبهم المتقد رجاءً ينتظر مجيء المسيح المخلص. يفتح الروح القدس عينا أليصابات ويجعلها تتعرف في مريم على تابوت العهد الحق، على أم الله التي تأتي لزيارتها. وهكذا تستقبل السيدة العجوز نسيبتها بصوت عظيم فتقول: "مباركة أنت بين النساء! ومباركةٌ ثمرَةُ بطنِك! مِن أين لي أن تأتيني أُمُّ ربِّي؟" (لوقا ١: ٤٢-٤٣).