"رُوحُ الحَقِّ" فتشير إلى الرُّوح القُدُس الذي يشهد فينا للمسيح الذي هو "الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة"(يوحنا 14: 6)، فالرًّوح يشهد للنَّاس بالحقيقة الغائبة عنهم. أمَّا عبارة "المُنبَثِقُ "باليونانيَّة ἐκπορεύεται(معناها يخرج أو يصدر إلى الداخل ) فتشير إلى الانبثاق عن طريق الإرادة وبالتحديد صدور الرُّوح القُدُس من الآب بالطَّبيعة الإلهيَّة. وهذا التَّعبير خاص بالرُّوح القُدُس. وأمّا الابن فخرج من الآب ἐκ τοῦ θεοῦ ἐξῆλθον بالولادة عن طريق العقل (يوحنا 8: 42). ومن السياق لا يتكلم النصَّان عن صدور الابن والرُّوح من الأزل، بل عن إرسالهما في الزمان إلى العالم. ويصرّح مجمع اللاتران الرابع (1215): "الآب الذي يلد، والابن الذي يُولد، والروح القدس الذي ينبثق"(D. 432). ولادة الابن الأزلية من الآب ورد ذكرها في المزمور "أَنتَ اْبني وأَنا اليَومَ وَلَدتُكَ" (2: 7) والرسالة إلى العبرانيين (1:5). وهنا يظهر مساوة الابن للآب في الجوهر على ولادته الأزلية.