|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجهاد المسيحي ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا .. (عب12: 1)الجهاد هو توظيف كل مجهود الفكر، والمشاعر، والإرادة تجاه قضية معينة يشعر الإنسان بأهميتها القصوى. بعض الزعماء أخذوا على عاتقهم قضايا بلادهم المصيرية، فعاش كثيرون يناضلون من أجلها، وبعضهم مات في سبيلها. وهنا دعنا نتوقف قليلاً لنفكر: أتوجد قضية على الأرض تستحق النضال والجهاد في سبيلها إلى آخر مدى نظير مجد الله في وسط عالم شرير مُهين له؟ أيوجد ما هو أهم أو أسمى من الوقوف في صف الله ومبادئه ضد العدو ومبادئه التي تحكم العالم اليوم؛ وحتى مجيء العصر السعيد المرتقب حيث تسود شريعة الرب على الجميع؟ لذا فالحياة المسيحية حياة جهاد. ولا عجب أن تذكّر هذه الكلمة القوية في العهد الجديد بمشتقاتها حوالى 24 مرة!! والجهاد المسيحي أوسع مجالاً من الحرب الروحية، والانتصار على الأعداء المعروفين (العالم، والجسد، والشيطان). إنها عملية إيجابية تشمل كل أجزاء الحياة وتفاصيلها الدقيقة. إنها أمر يستمر في حياة المؤمن كل يوم وطوال اليوم. وكل مؤمن مدعو للجهاد وله نصيب فيه. فالقديسون في فيلبي كان لهم جهاد جماعي مشترك لأجل إيمان الإنجيل (في1: 27)، وقد دعا الرسول بولس مؤمني رومية للجهاد في الصلاة لأجل خدمته، ولأجل عمل الله عموماً (رو15: 30). ولعل من أبرز صور الجهاد هو الصلاة « يسلم عليكم أبفراس الذي هو منكم عبد للمسيح مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله » (كو4: 12). إلى جانب الجهاد في الخدمة « أسألك أنت أيضاً يا شريكي المُخلص ساعد هاتين اللتين جاهدتا معي في الإنجيل » (في4: 3). كما وينصرف إلى كل مظاهر الحياة الروحية بصفة عامة « لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا (عب12: 1). وهو جهاد ضد الخطية (عب12: 4)، ولأجل مجد الله. ليت ما ختم به بولس حياته، يكون هو شعار حياتنا « جاهدت الجهاد الحسن (أو الجهاد الوحيد الحسن) أكملت السعي حفظت الإيمان ... وأخيراً قد وضع لي إكليل البر » (2تي4: 7، 8). فما أمجد مكافآت الجهاد: حياة الملء والبركة الفائضة والمؤثرة على الآخرين هنا، وقريباً المكافآت من إله المُجازاة أمام كرسي المسيح حيث نُكلل هناك. |
|