07 - 12 - 2013, 12:19 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
تأملات في سفر الرؤيا(7) اذكر من أين سقطت وتب
من له أذن للسمع...من يغلب ..
السبت 07 ديسمبر 2013
بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث
آه أيها السيد الرب, لقد تزحزت منارة أفسس من مكانها..
أين كنيسة أفسس الآن في خريطة آسيا الصغري؟!لقد ضاعت.. لم تبق الدولة العثمانية منها شيئا مع بعض من باقي المنارات السبع أيضا كلها تزحزت من مكانها...
لهذا يريدنا الله أن تكون مناراتنا مضيئة باستمرار يري الناس نورها فيمجدوا الآب الذي في السموات مت5:16وقد أمرنا بقولهلتكن سرجكم موقدةلو12:35.
كم من كنائس اختفت بسبب أخطاء رعاتها!
+++
علي أن السيد الرب بعد أن شرح لملاك كنيسة أفسس أخطاءه لم يشأ أن ينهي رسالته بالعقوبة.. ما أعمق حنوه!
قال له:إنك تركت محبتك الأولي وإنك سقطت وتحتاج إلي توبة وإنك معرض لأن تزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب.
ومع كل هذا ذكر له بعد ذلك شيئا فاضلا عنده فما هو؟
قال له:عندك هذا أنك تبغض أعمال النيقولايين التي أبغضها أنارؤ2:6
أي أن من فضائله أنه يكره البدع الموجودة في أيامه.
أما النيقولاويون فهم أتباع نيقولاوس ويقال إنه واحد من الشمامسة السبعة الذين اختيروا أيام الآباء الرسلأع6:5وكان دخيلا انطاكيا ووقع في بدعة انتشرت وتبعه فيها قوم تسموا باسم النيقولاويين وقد وقف أسقف كنيسة أفسس ضدهم وذكر له الرب هذه الغيرة في الدفاع عن الإيمان ضد البدع علي الرغم من سقوطه واحتياجه إلي التوبة...يقول بعدها:
من له أذن فليسع ما يقوله الروح للكنائس رؤ2:7.
وقد كرر الرب هذه العبارة في كل رسالة من رسائله إلي ملائكة الكنائس السبعرؤ2:29,17,11رؤ3:22,13,6
ولعل هذا يعني أن التعليم موجه إلي كل الكنائس وليت الكل يميلون آذانهم للسمع.
ذلك لأن هناك أشخاصا لهم آذان ولكنها لاتسمعمت13:15,13.
أهل سادوم كانت لهم آذان لاتسمع ولذلك عندما سمعوا إنذار لوط لهم قيل عنه أنهكان كمازح في أعين أصهارهتك19:14.
وبالمثل كان فلاسفة أثينا حينما سمعوا تبشير القديس بولس الرسول فقالوا تري ماذا يريد هذا المهزار أن يقولأع17:18
وهكذا كانت آذان الكتبة والفريسيين بالنسبة إلي تعليم المسيح.
+++
علي العكس كان رسل السيد المسيح الذين قال لهم.
أما أنتم فطوبي لآذانكم لأنها تسمع..مت13:16
هذه الآذان التي تسمع لما سمعت قول الربهلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس..للوقت تركا الشباك وتبعاهمت4:19-20اثنان آخران لما سمعاه للوقت تركا السفينة وأباهما وتبعاهمت4:22شاول الطرسوسي أيضا كانت له أذن تسمع فلما كلمه الرب قال ماذا تريد يارب أن أفعلأع9:6 واستجاب للفور.. يذكرنا هذا أيضا باليهود في يوم الخمسين لما سمعوا عظة القديس بطرس يقول الكتابفلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل:ماذا نصنع أيها الرجال الإخوةوقبلوا الكلام بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفسأع 2:41,37.
آذانهم سمعت وقبلت ما يقوله الروح للكنائس...
وما يقوله الروح للكنائس يصل إليك بأنواع وطرق شتي:
يصل إليك عن طريق الكتاب المقدس وعن طريق أقوال الآباء القديسين معلمي البيعة وربما عن طريق عظة مؤثرة من شخص فيه روح الله وربما عن طريق حادثة معينة أو وفاة إنسان ما كما حدث مع القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ..المهم أن نستجيب للصوت
إن الله يحاسبنا عن كل صوت سمعناه ويحاسبنا عن رفض السماع
+++
قال الرب بعد هذا لملاك كنيسة أفسس
من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياةرؤ2:7.
عبارةمن يغلب وردت في باقي الرسائل إلي ملائكة الكنائس السبع رؤ2:26,17,11رؤ3:21,12,5مع مكافأة معينة تختلف من شخص لآخر.
أن حياتنا علي الأرض هي فترة اختبار لنا وهي فترة جهاد وصراع مع المادة والجسد والشيطان هي مصارعة كما يقول الرسول مع ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية..أف6:12ويلزمنا فيها أن نحمل سلاح الله الكامل ونحمل ترس الإيمان الذي به نقدر أن نطفيء جميع سهام الشرير الملتهبةأف6:13-16
وهذا الصراع ليس سهلا فالقديس بطرس الرسول يقولاصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم يجول كأسد يزأر ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان...ابط5:9,8.
والسماء ترقب صراعنا هذا وتشجعنا وتفرح بمن يغلب لو15:7
وتعد لنا الأكاليل والمكافأة فما هي المكافأة.
+++
يقول الربأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس اللهرؤ2:7.
وشجرة الحياة ليست شجرة مادية والأكل ليس ماديا ,
وكما يقول الكتاب إنملكوت الله ليس أكلا وشربارو14:17,كما إننا في الملكوت سوف لاتكون لنا أجساد مادية بل أجساد روحانية 1كو15:50,44إذن الأكل من شجرة الحياة يعني الغذاء الروحي لنا فسوف نتغذي بالحياة الحقيقية في الفردوس.
والبعض يقول إن شجرة الحياة هي السيد المسيح نفسه وإننا سوف نتغذي بالحياة معه كما يقول بولس الرسوللي الحياة هي المسيح.. في1:21 والغذاء به يذكرنا بقول داود النبيذوقوا وانظروا ما أطيب الربمز34:8والمسيح هو خبز الحياةيو6:48
+++
وفردوس الله ليس هو الجنة القديمة ولاشجرة الحياة هي تلك الشجرة التي كانت في وسط الجنةتك2:9
والقديس بولس الرسول يحكي لنا عن الفردوس الذي هو السماء الثالثة التي اختطفت إليها2كو12:4,2فشجرة الحياة إذن تؤخذ بمعني رمزي هذه التي حرمنا منها بسبب الخطية الأوليتك3:24ونكافأ بها في العالم الآخر بعد أن نلنا الحياة بالفداء وهي في وسط الفردوس أي أنها في مركزه وفي عمقه.
|