|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملكوت الله وملكوت السموات مقدمة: هذا البحث لتوضيح معنى ملكوت الله(ملكوت السماوات)في العهد القديم والعهد الجديد والرد على الذين يضعون فارق بين ملكوت الله وملكوت السماوات. الملك الإلهي هي فكرة مشتركة بين جميع أديان الشرق القديم. تستخدمها الأساطير لتعطي صفة مقدسة للملك البشري، النائب الأرضي للملك السماوي. العهد القديم: اولا: ، عندما يردّد هذه الفكرة، يعطها مضموناً خاصاً:، يرتبط بمذهبه التوحيدي وبمفهومه للسلطة السياسية وبتصوره للأزمنة الأخيرة .إن فكرة يهوه- الملك لا تظهر منذ بداية العهد القديم. فجاء ابراهيم وإسحق ويعقوب ليست له ملامح ملكية. حتى عندما يكشف عن اسمه لموسى. فقال الله لموسى: "أنا الله الذي اسمي: أنا هو. تقول لبني إسرائيل، 'الله الذي اسمه: أنا هو، أرسلني إليكم.'" (خروج 3:14) ولكن بعد استقرار إسرائيل في كنعان سرعان ما يلجأ إلى هذا التصوير الرمزي. للتعبير عن الوضع الخاص بيهوه وبشعبه. إن يهوه يملك على إسرائيل (قضاة 8: 23،1 صموئيل 8: 7). وعبادته خدمة يؤديها أتباعه على الأرض. كما يقيمها. ملائكته في السماء.هذه فكرة أساسية نجدها على السوِاء في الغنائية الشعائرية (مزمور 24: 7-10). كما عند الأنبياء (إشعيا 6: 1- 5)، ويدخل واضعو الكتب المقدسة في مختلف تفاصيلها وأوجهها : إن يهوه يملك إلى الأبد (خروج 15: 18) " في السماء (مزمور 11: 103: 19). وعلى الأرض (مزمور47: 3)، وفي الكون الذي خلقه (مزمور 93: 1- 2، 95: 3- 5).إنه يملك على كلّ الأمم (إرميا 10: 7 و10). إلا أن بين هذه الأمم شعباً اختاره يهوه قطاعاً خاصاً له إنه إسرائيل الذي صنع يهوه منه.بموجب العهد. "مملكة أحبار وأمَة مقدسة (فتكونون لي مملكة أحبار وأمة صالحة.' هذا هو الكلام الذي تقوله لبني إسرائيل." (خروج 19:6) ومن ثم فإن ملك يهوه يظهر بنوع خاص في إسرائيل، مملكته. وفيه يقيم الملك الأعظم، في وسط خاصته في أورشليم (مزمور 48: 3، إرميا 8: 19) ومنه يباركهم (مزمور 134: 3) " ، ويحميهم، ويجمعهم كما يجمع الراعي قطيعه (مزموره 80، راجع حزقيال 34).على هذا النحو نجد تعليم العهد يعبِّر في موضوع الملك الإلهي تعبيراً ممتازاً، يعطيه مضموناً جديداً كل الجدة. فإذا ما ساد بالفعل الملك رب الجنود (إشعيا 6: 5) على العالم وعلى الأحداث يديرها ويمارس حكمه فيها، أو يريد أن يُعترفَ بملكه، في شعبه، بشكل إيجابي، عن طريق حفظ شريعته. إن هذا المطلب الأوّلي يعطي المُلك طابعاً أخلاقياً، لا سياسياً، يختلف عن كل صور الملكية الإلهية القديمة. ثانياً: ملكوت الله والملكية الإسرائيلية: ان إسرائيل، تنظيم سياسي اصبحت مملكة عندما اختار الشعب لنفسه ملكاً. فإن إقرار هذه الملكية البشرية ينبغي أن يكون خاضعاً للملك يهوه. وأن يصبح جهازاً للحكم الإلهي المؤسس على العهد. تدخل المبعوثين الإلهيين الذين يعلنون اختيار الله: لشاول (10: 24). ولداود (16: 12)، وأخيراً للأسرة الداودية (2 صموئيل 7: 12- 16). وابتداء من هذا ا الوقت. فإن ملكوت الله سيكون له. كركيزة زمنية. ملكوتاً بشرياً. مختلطاً ككل جيرانه بالسياسة الدولية.إن ملوِك إسرائيل على الأرجح لا يمارسون ملكاً عادياً: إنهم يستمدون الملك من يهوه الذَي ينبغي أن يخدمونه(وأنتم الآن تظنون أن في إمكانكم أن تقاوموا المملكة التي أقامها الله ووضعها في يد بني داود، لأنكم جمهور كثير ومعكم عجول ذهب عملها يربعام لتكون آلهتكم. 2أخبار (13:8). تبقى الخبرة المَلكية على جانب من الأهمية فقضية مُلك الله لا تتفق مع طموح الملوك الأرضي ولاسيما إذا ما تنكروا للشريعة الإلهية. ولذا يذكر الأنبياء. دون انقطاع. بضرورة خضوع النظام السياسي للنظام الديني ، ويشجبون الملوك لخطاياهم ، وينذرون مسبقاً بالعقابات التي سترتب على ذلك . وعلى هذا النحو يصاغ تاريخ مملكة إسرائيل بالدموع والدم، إلى ذلك اليوم الذي فيه سوف يحل خراب أورشليم ليختم ذلك الاختبار نهائياً. مما يثير ضيقاً شديداً عند اليهود الأمناء.وأما السبب العميق لسقوط الأمة الداودية هذا، فهو انفصال هؤلاء الملوك البشريين عن الملك الأعظم الذي منه كانوا يستمدّون سلطانهم (راجع إرميا 10: 21). ثالثاً: في انتظار مُلك يهوه لأخير: في اللحظة التي فيها تنهار الملكية الإسرائيلية، ينظر قادة الأمة الملكيون إلى ما وراء عهد الملكية، إلى الحكم الإلهي الأصلي، الني يريدون تجديده (راجع خروج 19: 6)، ويعلن الأنبياء أن إسرائيل في الأزمنة الأخيرة سيهتدي إلى معالمه.أجل، إنهم يجعلون في وعودهم مكاناً لملك المستقبل، للمسيح ابن داود. إلا أن موضوع مُلك يهوه يحتل عندهم أهمية أعظم بكثير، ولاسيما مند نهاية السبي. إن يهوه، أشبه ما يكون بالراعي الذي سيهتم هو نفسه بقطيعه، لكي يخلصه ويجمعه ويرده إلى أرضه (ميخا 2: 13، حزقيال 34: 11...، إشعيا 40: 9-11).والخبر السار الفائق على كل ما سواه، الذي يبشَر به في أورشليم، هو: " إلهك يملك " ما أجمل أن يأتي إلينا من يحمل بشرى الخير عبر الجبال، من يعلن السلام، ويحمل الأخبار السارة، ويعلن النجاة، ويقول لمدينة القدس: "ملك إلهك!" (إشعياء 52:7) ، راجع صفنيا 3: 14- 15). فيلمحون من بعيد إلى انتشار هذا الملك باطراد، حتَّى يبلغ أقاصي الأرض: في كل مكان يأتي الناس إلى أورشليم، ليسجدوا ليهوه الملك (زكريا 14: 9، إشعيا 24: 23). وعندما تنقل الغنائية الشعائرية اللاحقة للسبي هذه الوعود المشرقة إلى مستوى العبادة، وتنظَم مواضيع بعض المزامير القديمة تنظيماً متناسقاً، إذ ذاك تتغنى الشعائرية مسبقاً بملكوت الله في الأزمنة الأخيرة: إنه مُلك عالمي شامل ومذاع ومعترَف به في جميع الأمم ومعلنَ في الدينونة الإلهية (مزمور 47، 96 إلى 99، 145: 11-13 ) . وأخيراً تأتي رؤيا دانيال، في زمن اضطهاد أنطيوكس أبيفانس، لتجديد الوعود النبوية تجديداً حافلاً، إن ملكوت الله المطلق، سيرتفع على أنقاض الممالك البشرية (دانيال 2: 44...) أما رمز ابن إنسان آت على سحاب السماء، فسيستخدم للتذكير بهذا الملكوت، مقابلاً بنقيضه الوحوش التي تمثَل قوى الأرض السياسية (دانيال 7). هذا وسيقترن مجيئه، بدينونة، يعطى بعدها الملك إلى الأبد إلى ابن الإنسان وإلى شعب قديسي العلي (7: 14 و27). عندنذٍ، إنّ ملك يهوه سيتخذ له أيضاً صورة ملكوت حقيقية، سوف يؤتمن عليها هذا الشعب " (راجع خروج 19: 6)، إلا أن هذا الملكوت لن يكون بعدُ من "هذا العالم (إن الأبرار، بعد الدينونة،) " سيحكمون الأمم، ويسودون الشعوب، فيملك ربهم إلى الأبد" (فلا غرو إذاً أن الشعب اليهودي، بعد مضي قرون من الإعداد، سيحيا من الآن فصاعدآ في انتظار الملكوت، كما يتّضح ذلك من أدبه غير المعتمد.على أن هذا الانتظار كثيراً ما يتجسم في صورة سياسية: إنهم ينتظرون تجديد المملكة الداودية بواسطة المسيح. غير أن أكثر النفوس تديناً تعرف كيف ترى في تلك الوعود حقيقة باطنية في جوهرها: فيعلَم الربانيون أن البارّ، حين يطيع الشريعة، إنما "أكمل على عاتقه نير ملكوت السماوات ". ذلك هو الرجاء " الذي وإن كان قوياً، إلا أنه لا يزال أيضاً ملتبساً وسوف يحققه إنجيل الملكوت العهد الجديد : اولاً: إنجيل ملكوت الله(ملكوت السموات):. ا لكتابات الرابينية. استعمل كثير من الرابينيين منذ القرن الأول المسيحي، عبارة "ملكوت السماء". هي تساوي عبارة "ملكوت الله". يدلّ ملكوت السماء ، نالت العبارة أيضًا المعنى الاجتماعي. لن يسمح الله إلى الأبد بأن يتجاهل البشر حقوقه طوعًا. فيأتي يوم يُقرّون به كلُّهم كملك عليهم. وهكذا سألت صلوات عديدة ومباركات، دمار الوثنيّة وإقامة ملكوت الله النهائيّ على الأرض كلها. اختلفت فكرة ملكوت السماء عن مدلولات مثل "الخلاص" أو "أيام المسيح"... التي تأثّرت بالأمال الوطنية الضيّقة، فتميّزت بالطابع الخلقيّ والديني. يشكّل ملكوتُ الله عند الازائيين الفكرة المركزية في تعليم يسوع. استعمل مرقس 14 مرة عبارة "ملكوت الله" (، ولوقا 39 مرة. وفضّل متّى عبارة "ملكوت السماوات" (استعملها 32 مرة) في خط تقليد الرابينيين وإن كان استعمل عبارة "ملكوت الله " في 6 :33؛ 12 :28؛ 19 :24؛ 21 :31، 43. استُعملت صيغة المفرد في العهد الجديد وفي الأقسام اليونانيّة من العهد القديم، لإحلال "السماء" محلّ " الله0(والأمر الذي صدر بترك جزء من ساق الشجرة، يعني أن مملكتك سترد لك عندما تعلم أن السيادة هي لرب السماء. (دانيآل 4:26) معمودية يوحنا من السماء كانت ام من الناس. اجيبوني. (مرقس 11:30) أما متّى فأخذ بصيغة الجمع (السماوات) كترجمة لأصل عبريّ أو أرامي) "ملكوت دشمايا) ومن المعقول أن تعود عبارة "ملكوت السماوات" إلى يسوع نفسه،اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة. (لوقا 15:7) ومع ذلك، لم يقاسم مت اهتمامات الرابينيين في معرض الحديث عن الله. وهذا واضح من استعماله "ملكوت الله" بجانب "ملكوت السماوات". ونصوص مثل(لكن اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. (متى 6:33) تقودنا إلى النتيجة عينها)، فاعتبر أن "ملكوت السماوات"، أي ملكوت الله، ليس ملكوتًا أرضيًا. بل ملكوتًا متساميًا، ملكوتًا يأتي من السماء. قد يجد هذا الافتراض الأخير سندًا له في الرباط الذي يجعله بين ملكوت الله وابن الانسان ، يمثّل إبن الانسان في دانيال الملكوت ا الذي يأتي على غمام السماء. رج دا 7 :18.3 :38، يتحدّث متّى في المعنى عينه عن "ملكوت الآب" ((ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. (متى 6:10)يتحدّث بشكل مطلق عن "الملكوت" وأخيرًا، يتكلّم عن ملكوت ابن الانسان أو ملكوت يسوع؛ ذاه يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. (لوقا 1:32) ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية (لوقا 1:33). إن العبارة التي بها أعلن يوحنا المعمدان ويسوع مجيء ملكوت الله (مت 3 :2؛ 4 :17؛ مر 1 :15؛ لو 10 :9، 11)، تدلّ على أنهما ربطا كرازتهما بأفكار أخذ بها الناس في عصرهما. فملكوت الله عند الازائيين، كما في عدد من نصوص التوراة والأدب اليهوديّ، هو مدلول متسام. يقابل مدلول الحياة الابديّة (مت 25 :34-46، تشدّد على الطابع المختلف كل الاختلاف لملكوت الله الذي يتميّز عن الظروف الأرضيّة (رج مر 12 :34-35). والوليمة التي دُعي إليها الوثنيون (مت 22 :1-14) بعد أن رفضها المدعوّون، ترمز إلى ملكوت الله ا. في هذه الوجهة من تعليم يسوع، ليس ملكوت الله امتياز اليهود. دعاهم "أبناء الملكوت" (مت 8 :12)، لأنهم أول المدعوّين، لا لأن امتلاك الملكوت مكفول لهم منذ الآن. بل إن اللاإيمان هو سبب استبعاد من الملكوت. وحتى التعرّف البسيط إلى يسوع (تنبّأنا باسمك، عملنا معجزات) لا يكفل لهم دخول الملكوت. يجب أن تتمّ إرادة الله (مت 7 :21-23). لهذا فالعشّارون والزناة الذين سمعوا كرازة يوحنا المعمدان، يسبقون الفريسيين المرائين إلى ملكوت الله (مت 23 :13، 15، 27، 29). فهؤلاء الفريسيون لا يدخلون، ويمنعون الآخرين من الدخول (لو 11 :52). فالشرط الضروريّ هو مر 1 :15). الاستعداد لقطع كل رباط بمنافع الأرض (لو 9 :62؛ مت 22 :1-14) لتقبل بشرى الملكوت القريب بطواعيّة الطفل (مر 10 :15). ، هو سهل على الفقراء والمضطهدين، أكثر منه على الأغنياء (مت 19 :24 غير أنه يجب على التوبة أن تحمل ثمارًا هي الطاعة. يخصّص يسوع لملكوت الله المكان الأول في كرازته. فما يعلنه في تخوم الجليل هو بشارة الملكوت السعيدة (متى 4: 23، 9: 35)، يدعو مرقس هذا الملكوت "ملكوت الله"، ويدعوه متى تمشياً مع تقاليد الأسلوب الرباني "ملكوت السماوات". وتؤدي العبارتان نفس المعنى الواحد.كما ورد اعلاه. والمعجزات التي تصحب الكرازة تكون علامات لقيام الملكوت، كما أنها تشير مسبقاً إلى مدلوله. ومجيئه ينقضي تسلط إبليس، والخطيئة، والموت، على البشر: "إذا كنت بروح الله طرد الشياطين، فقد وافاكم ملكوت الله" وبشروا في الطريق وقولوا: أوشك الله أن يقيم مملكته. (متى 10:7).ومن هنا ضرورة اتخاذ القرار: فلا يستطيع أحد أن يصير تلميذاً ليسوع، إلا إذا ما اآمن واعتنق طابعاً مختاراً ما يقتضي الملكوت التلاميذ والمعلّم يعيش بين ظهرانيهم، يتسلمون بدورهم رسالة إعلان الملكوت هذه(ولذا فإنه بعد يوم الخمسين يظل الملكوت، حتى عند بولس، الهدف الأخير للكرازة الإنجيلية (أعمال 19: 8، 20: 25، 28: 23 و31).وإذا ما عانى المهتدون ألف مشقة ومشقة، فإنما يحتملونها "في سبيل دخول ملكوت الله " (أعمال 14: 22)، لأن الله "يدعوهم إلى ملكوته ومجده" (1 تسالونيكي 2: 12). ولكن، من الآن فصاعداً، يضاف اسم يسوع المسيح إلى ملكوت الله، ليؤلف معه موضوع الإنجيل كاملاً ثم دخل المجمع وكان يجاهر مدة ثلاثة اشهر محاجا ومقنعا في ما يختص بملكوت الله. (أعمال 19:8) فلا مناص من الإيمان بيسوع لدخول الملكوت. . ثانياً: أسرار ملكوت الله: إن ملكوت الله حقيقة لا يستطيع أن يطلعنا على طبيعتها إلا يسوع وحده. على أنه لا يكشفها إلا إلى المتواضعين والصغار، وليس لحكماء هذا العالم ودهاته (متى11: 25)، وإلى تلاميذه " وليس إلى غير المؤمنين، الذين يبقى كل شيء بالنسبة إليهم لغزاً محيراً (مرقس 4: 11//). ويقوم أسلوب الإنجيل في معظمه على الوحي التدريجي بأسرار الملكوت، وبخاصة في الأمثال. و بعد القيامة سوف يستكمل هذا الأسلوب (أعمال 1: 3)، ولسوف يتمّمه عمل الروح القدس (، مفارقات الملكوت: كانت اليهودية يفهمها نبوات العهد القديم عن الحياة الآخرة فهماً حرفيا ًتتصور به مجيء الملكوت مجيئاً باهراً وفورياً. وأما يسوع فيفهمه بصورة تختلف عن ذلك تماماً:. 1.فالملكوت يأتي حينما توجه كلمة اللهِّ للبشر فهو يشبه بذرة" ألقيت في الأرض ، يجب أن تكبر (متى 3 1: 3- 9 و18- 23//).وسينمو الملكوت بقوّته الخاصة، مثل حبة القمح 2 .وسيرتفع العالم بالخميرة الموضوعة في العجين (متى 13: 33//). وهكذا تكون بدايته المتواضعة على نقيض المستقبل الذي وعد به.فالواقع أنه لا يوجه يسوع الكلمة إلا إلى يهود فلسطين وحدهم، ومن بين هؤلاء، فان "ملكوت الله قد أعطي " فقط "للقطيع الصغير"، قطيع التلاميذ (لوقا 12: 32): إن هذا الملكوت ذاته ينبغي أن يصبح شجرة كبيرة تستظلّ في أغصانها كل طيور السماء (متى 13: 31- 32//)،إنه سيقبل في رحابه كل الأمم لأنه لا يرتبط بواحدة منها، ولا حتى بالشعب اليهودي.ولما كان الملكوت يوجد هنا على الأرض على قدر قبول الناس لكلمة الله (راجع متى 13: 23)، فإنه قد يعتبر حقيقة واقعة غير منظورة. فالواقع لا يمكن مشاهدة مجيئه،أسوة بكل ظاهرة أية كانت(17: 20- 21). ومع ذلك فهو يظهر في الخارج كالقمح المختلط بالزؤان في أحد الحقول (متى 13: 23...).إن "القطيع الصغير" الذي وُهب الملكوت (لوقا 32:12)، يضفي عليه وجهاً أرضاً هو وجه إسرائيل الجديد، وجه كنيس تتسلم "مفاتيح ملكوت السماوات " (متى 16: 18- 19) . فقط يجب أن نلاحظ أن هذا التنظيم الأرضي ليس تنظيم مملكة بشرية، فيسوع يتوارى عن العيان عندما يريدون أن يقيموه ملكاً" (يوحنا 6: 15)، ولا يسمح بأن يعطي لقب مسيح إلا بمعنى خاص جداً. ثالثا: أطوار الملكوت المتتابعة: أن يكون ملكوت الله معدّاً لأن ينمو، فذلك أمر يفترض الاعتماد على عامل الزمن. أجل، إن الأزمنة"، بمعنىً ما، قد كملت، والملكوت قائم الآن. فابتداء من يوحنا المعمدان، وعصر الملكوت قد افتتح (متى 9: 37- 39//، راجع يوحنا 4: 35)، إنه زمن العُرس (مرقس 2: 19//، راجع يوحنا 2: ا- 11)، وزمن الحصاد (متى 9: 37- 39//، راجع يوحنا 4: 35). إلا أن الأمثال عن النمو (الزرع، حبة الخردل، الخميرة، الزؤان والزرع الطيب، الصيد: راجع متى 13) تدعو إلى تلمس قيام مهلة ما بين افتتاح الملكوت هذا في التاريخ، وبين تحقيقه كاملاً، فإنما الآن " لا يزال الملكوت في خضم جهاد عنيف! (متى 11: 12) والقوم يريدون منعه من الانتشار الذي تؤتيه له الكرازة الإنجيلية.وبعد قيامة يسوع يقع البون بين دخوله المجد وبين عودته دياناً. بون سيستكمل الكشفَ عن طبيعة ذاك الزمن الفاصل بين كليهما ، وسيكون زمن تأدية الشهادة (أعمال 1: 8، يوحنا 15: 27)، وزمن بناء الكنيسة. وفي ختام ذاك الزمن سيأتي الملكوت في كلّ ملئه (راجع لوقا 21: 31): فيه يتم الفصح، وتقام الوليمة ا (لوقا 22: 17- 18) حيث يأتي المدعوون من كل صوب ويتكئون مع الآباء (لوقا 13: 28-إن المؤمنين مدعوون "ليرثوا " هذا الملكوت وقد بلغ تمامه (متى 25: 34)، بعد قيامتهم وتبدّل أجسادهم(في لحظة، بل في غمضة عين، عندما ينادي البوق الأخير. لأن البوق سينادي، فيقوم الأموات للخلود، ونحن نتغير. (كورنثوس1 15:52) غلاطية 5: 21، أفسس5: 5). وريثما يتم ذلك يبتهل المؤمنون لمجيئه بدعائهم: " ليأت ملكوتك " (متى 6: 3. دخول البشر الملكوت: إن الملكوت هو عطية الله ما بعدها عطية، والقيمة الجوهرية التي ينبغي أن نحصل عيها،. فإنما الله بمطلق حريته يستخدم الناس في كرمه ويعطي لعماله ما يرى أن يعطي( متى 20: 1- 16). ولقد كان كل شيء نعمة مجانية، فلا بد وأن يتجاوب بنو البشر مع النعمة، 1.فالخطأة المتصلبون في الشر"لن يرثوا ملكوت المسيح (1 كورنتس 6: 9- 10، غلاطية 5: 21، أفسس 5: 5، راجع رؤيا 22: 14- 15). .2 أن المطلوب ممن يريد أن يدخل الملكوت ويرثه أخيراً هو روح الفقر (متى 3:5//) موقف الطفل (متى 18: 1- 4//، 14:19) وجهد جهيد في سبيل ملكوت الله وبره،(متى6: 33)، .3 واحتمال للاضطهادات( متى 5 : 10 //، أعمال 14: 22، 2 تسالونيكي 1: 5). و .4تضحية بكل ما نملك (متى 13: 44- 46، راجع 19: 23//)، و 5.كمال أعظم من كمال الفرّيسيين (متى 5 : 20 ) ، وبعبارة موجزة إتمام مشيئة" الآب (متى 7: 21)، ولاسيما فيما يتعلق بشئون المحبة الأخوية (متى 25: 34). وعليه، فإن كان الجميع مدعويين، إلا أنهم لن يكونوا جميعاً مختارين: فسيطرد من الوليمة المدعو الذي لا يرتدي حلة العرس (متى 22: 11- 14). ففي البداية المطلوب ولادة جديدة،(وقال. الحق اقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات. (متى 18:3) بدونهما لا يمكن "معاينة ملكوت الله" (يوحنا 3: 3- 5). فالانتماء إلى الشعب اليهودي، لم يعد شرطاً ضرورياً. كما كان في العهد القديم: "فلسوف يأتي أناس كثيرون من الشرق والمغرب ، فيجالسون ابراهيم واسحق/ ويعقوب على المائدة في ملكوت السماوات. وأما بنو الملكوت فيلقون في الظلمة البرانية..." (متى 8: 11- 12//).إنه مشهد من مشاهد الدينونة تقدّمه لنا بعض الأمثال بصورة واقعية: فصل الزؤان عن القمح الطيب (متى 24:13- 30)، فرز الأسماك (متى 13: 47- 50)، تقديم الحساب (متى 25: 8- 15، 25: 15- 30)، كل ذلك يقتضي اليقظة والسهر (متى 25: 1- 13). رابعا: ملكوت الله وملك يسوع: في العهد الجديد يرتبط موضوعا ملكوت الله وملك يسوع أحدهما بالآخر أوثق ارتباط، لأن المسيح الملك هو أبن الله ، ذاته ومكانة يسوع هذه في وسط سر الملكوت، تقوم في المراحل الثلاث المتتابعة، التي ينبغي أن يمر بها الملكوت: حياة يسوع الأرضية ، زمن الكنيسة، وإتمام الأمور كاملة نهائياً.المسيح هو الملك الذي يملك على قلوب المخلصين وهو الملك الآتي الذي سأتي ثانية وسنكون معه الى ابد الآبدين.آمين المصادر:1.معجماللآهوت الكتابي 2.المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم |
31 - 07 - 2015, 09:59 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: ملكوت الله وملكوت السموات
ميرسى على الموضع الجميل |
||||
01 - 08 - 2015, 08:07 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ملكوت الله وملكوت السموات
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الكنيسة ملكوت الله وملكوت المسيح |
ملكوت الله وملكوت السماوات |
هو الفرق بين ملكوت الله وملكوت السماء؟ |
ما الفرق بين ملكوت الله وملكوت السموات ؟ |
ملكوت الله | ملكوت السموات | ملكوت السماء | ملكوت ربنا |