منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 05 - 2014, 12:38 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,050

كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
تقديم الأنبا بنيامين

كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
إن للإيمان أهمية كبيرة إذ يفتح الباب أمام النفس لكي تنال العطايا الثمينة والعظمى من خلال عمل الروح القدس في الأسرار المقدسة.. والإيمان نتسلمه بالتعليم الروحي.. لذلك أوصي السيد المسيح الرسل الأطهار قبل صعوده أن يتلمذوا جميع الأمم ويعلموهم جميع ما أوصاهم من وصايا وتعاليم وعقائد راسخة قال عنها القديس يهوذا الرسول "الإيمان المسلم مرة للقديسين" (يهوذا 1: 3) وهكذا نجد أهمية كبيرة للتعليم الذي يحفظ الإيمان وينشره.. وبالتالي أهمية كبيرة للأمانة في التعليم إذ نسمع القديس بولس يقول لتلميذه تيموثاوس الأسقف: "تمسك بصورة التعليم الصحيح الذي سمعته منى.." (2 تى 1: 13) ويقول أيضًا لتلميذه تيطس الأسقف: "مقدمًا في التعليم نقاوة ووقارًا وإخلاصًا وكلامًا صحيحًا غير ملوم.." (تى 2: 7).
لذلك يسرني أن أقدم لكم مجهودًا مباركًا قامت به مجموعة من الخدام الكنسيين الذين يحبون الكنيسة ويسهرون علي نقاوة التعليم فيها فترجموا كتابًا عن وحدة الكنيسة وأهمية التعليم الصحيح البعيد عن الهرطقات للقديس كبريانوس الأسقف والشهيد مع مقتطفات من كتب أخري آبائية لإيضاح خطورة الهرطقة والتعليم المنحرف وكيف نتجنبه ونَعىِ دورنا والتزامنا بالخط الأرثوذكسي والروح الكنسية في تعليمنا الآخرين..
الرب قادر أن يستخدم هذا الكتاب في تثبيت الضعفاء ورد المنحرفين وحماية المخدوعين من الضلال وليعوض الرب كل من بذل جهدًا في هذا البحث الرائع ولحفظ وحدة الكنيسة في إيمان واحد ثابت لا يتزعزع كجسد واحد رأسه الرب يسوع المسيح، بصلوات قداسة البابا شنودة الثالث معلم الأجيال وحافظ الإيمان الأرذكسي في العالم وقاضي المسكونة.. آمين.
بنيامين أسقف المنوفية بنعمة الله
رد مع اقتباس
قديم 24 - 05 - 2014, 12:39 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,050

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج

مقدمة

كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
يوصينا القديس بولس الرسول قائلًا: "أطلب إليكم أيها الأخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافًا للتعليم الذي تعلمتموه واعرضوا عنهم" (أف 4: 14) مبنيين علي إيماننا الأقدس.
حول وحدة الكنيسة والأمانة في التعليم، وموقف الكنيسة من الهرطقات ومن الخلط في التعليم يدور هذا البحث، الذي يعتمد علي أقوال الآباء الأولين.
وقد تزين البحث بدُرة أبائية في مقدمة بركة لأبي ومعلمي صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين أسقف كرسي المنوفية والنائب البابوي بالإسكندرية، الذي تفضل بمراجعته واختيار عنوانه مع مقدمة تعليمية تشمل بداءة أقوال الله..
المسيح ربنا السيد والمعلم قادر أن يحفظ الكنيسة لتكون بلا عيب ولا غضن بصلوات حامى الإيمان غبطة بابانا الحبيب البابا شنودة الثالث وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الأنبا بنيامين النائب البابوي، ولربنا المجد والكرامة إلي الأبد آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 05 - 2014, 12:41 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,050

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج

حل تعاظم أهل البدع

إن كانت الهرطقة شرًا، لكن الله أخرج منها خيرًا للكنيسة، فقد مثلت هذه الانحرافات قوة دافعة إلي البحث، وحثت علي الدفاع عن الإيمان المسلم مرة واحدة للقديسين، ذلك الإيمان الحي المستقيم الغير منحرف المرتبط بالجهاد.
ويري الآباء أن صيادي الثعالب الصغار هم مدبرو البيعة، الذين يصطادون الحيوانات المفترسة من قلوب البسطاء، ليجعلوا لابن الإنسان موضعًا يسند رأسه فيه.
وفي رؤيا لأحد المسيحيين الأوائل رأي الكنيسة كشجرة صفصاف اجتمع تحتها كل الذين دُعي عليهم أسم ربنا يسوع المسيح، وكان ملاك الرب العظيم بقامته الفارعة يقف تحتها وفي يده منجل يقطع به أغصانًا، تلك الأغصان المقطوعة صغيرة لا تتجاوز طول الشبر، ثم وضع ملاك الرب المنجل جانبًا، وظهرت الشجرة مزينة كأنها لم تُمس..
وملاك الرب العظيم هو رئيس الملائكة ميخائيل، الموكل إليه حفظ إيمان الكنيسة، الذي قطع الأغصان اليابسة التي نخرها السوس بعد أن تشققت وبقيت عقيمة من جراء خبثها وعدم استفادتها بروح التوبة، فأمر الرب بقطعها حتى لا تُهين اسمه.

كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
وأمومة الكنيسة تجعلها ساعية -إن أمكن- أن لا يفنى أحد من أولادها، فالأم الفرحة تحتضن في صدرها وقلبها جسدًا واحدًا هو شعب متفق متحد، ولكن عندما لا تأتى نصيحتها بالثمار المطلوبة في أن ترد المخدوعين إلي طريق الخلاص، ويصرون علي عنادهم وتحديهم، يكونون هم الذين يقطعون أنفسهم بأنفسهم.
هؤلاء الخارجون عن التعليم، يخرجون من البيت الواحد غير المنقسم، كالحجارة التي رفضت أن تكون في البناء الروحي الكنسي، هذه الحجارة التي اعتمدت علي ذاتها وظنت أنها قادرة أن تتأسس علي المسيح خارج الكنيسة، فتركت روح الآباء ورفضت التلمذة والطاعة، وأرادت أن تكون مستقلة بذاتها فخرجت خارج البيت الروحي.
أما أبناء الكنيسة الذين رضعوا من ثدي أمهم البيعة المقدسة المؤسسون علي المسيح فلا يخافون من الخزعبلات ولا يخشون مهاترات المنشقين، هاربين من سم الحية التي لا تقدر أن تجد لها موضعًا علي الصخر، لأن مكانها الرمال أي الهرطقات التي تقوم وتنهدم سريعًا إذ أنها بناء دمار، وطريقها واسع نهايته الهلاك.
والذين يخرجون من شركة الكنيسة هم أناس جاحدون، وأصحاب بدع لا يمتلكون الحقيقة، يستعفون من آبائهم ويهربون من مرشديهم، فيسقطون كأوراق الخريف، وليس شر أعظم من الانشقاق خارج الكنيسة بلا اتصال ولا اتحاد مع بقية أعضاء الجسد.
وغالبًا ما تقوم الهرطقات علي القساوة، وكما في الجسد، الأعضاء اليابسة القاسية لا تخضع ليدي الطبيب، هكذا لا يخضع المنشقون لآباء الكنيسة ولقرارات مجمعها المقدس، فيتركون الكنيسة، ويسقطون تحت الدينونة بسبب بدعهم وإصرارهم المعاند وتحديهم السافر، فيقطعون أنفسهم بأنفسهم، فمن ليس للمسيح هو ضد المسيح، ومن يكسر سلام المسيح واتفاقه يفتعل مضاداة له، ومن يجمع في غير الكنيسة (قاعات الهراطقة) يبعثر الكنيسة ويخرب وحدتها، يزرع الريح ويحصد الزوبعة، زرعه ليس له غلة، إذ لا يصنع دقيق (هو 8: 7).
وتقترن الهرطقات بتعاظم أصحابها وصلف كبريائهم، لذلك تصلي الكنيسة إلي الله لكي يحل تعاظم أهل البدع، ويقول الراعي هرماس في وصاياه "إن الاتضاع يميز النبي الصادق من النبي الكاذب" فالاتضاع يفرز الخادم الحقيقي من المزيف.
والسقوط في الكبرياء يفقد الإنسان رؤيته، مما يؤدي بدوره إلي أن يسقط من رتبته، إذ أن المواهب الصالحة تُعطي للمتواضعين وتُمنع عن المتكبرين المرفوضين الذين أُسلموا لذهن مرفوض (رو 1: 28)، ومن ثم خدعهم كبرياؤهم ليضلوا ومعهم المخدوعون، الذين بكبريائهم أيضًا ذهبوا مع الذئب بدلًا من طاعة الراعي.
ولحكمة إلهية تستصرخ الكنيسة كلها المسيح عمانوئيل الكائن معنا علي المذبح وتستعطفه ليحل تعاظم أهل البدع، إذ أن حب العظمة وفخ المجد الباطل ينحرف بالإنسان إلي التجاديف والابتداع وترك الحق، وكل من ينخدع يجدف غير طائع مقاوم الحق، له ذهن فاسد، لذلك يصير مرفوضًا من جهة الإيمان.
إنه لكبرياء وتعاظم، أن يتجاسر أحد ويظن أنه قادر أن يفعل ما لم يهبه الله حتى للرسل، فيظن أن تعليمه الحديث يصحح ما قد تسلمناه، حقيقة أن الأواني الخشبية تحرفها الهرطقات والأوانى الخزفية تسحقها البدع، لكن وجود البدع لا يعيق الإيمان، لذا لا يترك أحد الكنيسة لمجرد أن فيها زوانًا، بل يجاهد الجميع لكي يصبحوا حنطة، وأواني من ذهب وفضة.
وما الهرطقة والانشقاق إلا ثمرة الكبرياء والغرور، فلننظر كيف أن التعاظم يلد عدم الإيمان،والخروج عن التعليم المستقيم يجلب القطع من شركة الكنيسة، لأن النفس المتصلفة تفرط في بنوتها وتصير حمقاء فتقطع نفسها بنفسها.
فالكبرياء أساس الهرطقة، ومقاومة الحق تكون بواسطة غرور التشامخ الباطل، الذي يعبر كالهواء الفارغ، غواية مهلكة ومضادة للتعليم الكنسي نابعة من ضد المسيح (روح الضلال) (1 يو 4: 2-3).
إن الهراطقة الذين ينطقون بأقوال من ابتداعهم ومن خيالاتهم.. كل منهم شرير لا يخجل من أن يكرز بنفسه وبآرائه.. مفسدًا قانون الإيمان، مثل هؤلاء يجب أن نقاومهم لأنهم مثل الحيات المراوغة الناعمة، لهم قوة حسب التفكير الفلسفي لحساب المجد البشري، لهم العلم الذي ينفخ لأنه بلا روح بعيد عن كنيسة الله، سعادتهم في نظرة الناس إليهم، بعيدًا عن التلمذة والتربية الروحية والأدب الروحي.
وإن كانت الكنيسة مترفقة مع الخطاة لكنها غير مهادنة للهراطقة، إذ أنها لا تحتمل وجود فكر غريب، لكن بحزم تتنقى من داخل لكي لا يحمل أحد أعضائها خميرة البدع الفاسدة التي تنتج جنونًا وعتهًا، بل يحمل الجميع خلودًا وبرًا.
ولكن للأسف غالبًا ما يكون المبتدعون والمنشقون ذوي اسم ومواهب تنحرف بهم للهدم بدلًا من البنيان، والانشقاق عوض الوحدة، فكل من يرفع نفسه بعجرفة ينتهي بسقوطه إلي الأرض، إذ أن الكبرياء صعود إلي أسفل.
ولا يوجد أسوأ من أن يسقط الإنسان في أفكار الهراطقة، أو أن يقبل آراءهم، فهو إنما يهيئ نفسه بذلك ليصير مادة للنار وحطبًا لجهنم، فريسة لخطر الهرطقات تحت اسم المسيح (أشور)، ينحرف عن الحق فيهلك.
وغالبًا ما يكون فساد البدع تجارة بالنفوس خلال أقوال لينة خادعة إذ (بالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السُلماء) (رو 16: 18) لهذا فإن دينونتهم منذ القديم قائمة تنتظرهم، وهلاكهم لا يغفل عنهم مهما شعروا بطمأنينة كاذبة، ودليل إدانتهم فوق رؤوسهم.
لذلك يهلك الهراطقة في فسادهم، لأنهم أسلموا أنفسهم بأنفسهم للهلاك، فمع أنهم يجهلون الأمور لكنهم في تجاسر يفترون مقاومين الحق مع أنه كان يجب أن يصمتوا بسبب جهلهم، لأنهم بلا فهم، يستهينون بالسيادة ولا يقبلون الخضوع لما تسلمته الكنيسة جيلًا بعد جيل، بل يتمسكون بما تمليه عليهم أفكارهم الخاصة واعتدادهم.. (جسورون معجبون بأنفسهم لا يرتعبون أن يفتروا علي ذوي الأمجاد).
ومن يزدري بالكنيسة لا يعود يحسب من أولاد الله ولا يتبع الحق، بل يتبع الجسد، لأن (أعمال الجسد ظاهرة، التي هي زنى نجاسة.. تحزبات، شقاق، بدع..، إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله). (غلا 5: 19).
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 05 - 2014, 12:42 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,050

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج

مضار الهرطقات ومنافعها

كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
إن الهراطقة ينكرون الرب محتقرين الدم الثمين المدفوع لأجل إيماننا المستقيم، لذلك لا يهلكون وحدهم بل يدفعون معهم آخرين للهلاك، فالهدم أسرع من البنيان، يفرقون ولا يجمعون.
لكن منفعة الهرطقات أنها تحثنا نحو معرفة الأسرار، والله بحسب تدبيره يستخدم حتى الأشرار للخير، أما النفوس الصغيرة فتضطرب عندما تحدث البدع، وإذ تضطرب تبحث في الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة، وهذا البحث بمثابة قرع رؤوس الرضع علي صدور أمهاتهم لكي ينالوا اللبن العديم الغش.
لذلك يَشكر القديس أغسطينوس الهراطقة ويقول "شكرًا للهراطقة" لأنه بظهور المقاومات الفكرية والمبتدعين تزدهر المعرفة وينمو البحث وكلما ازدادت مهاجمة الهرطقات للكنيسة، كلما انتهت بنصرة الكنيسة، وحُسم الموقف لحساب الجماعة (جسد المسيح) أي الكنيسة، وانهزم روح الفردية للهراطقة وظهر أبطال الإيمان.
أما عن مضار الهرطقات فهي جريمة التعليم الكاذب المخالف، حتى أن القديسين كانوا يتقبلون على أنفسهم كل اتهام إلا اتهام الهرطقة، إذ حسبوا أن إهانات الناس ربحا لهم، أما اتهام الهرطقة فيبعدهم عن الله..
والمبتدع يزيد وينقص من أقوال الله فتزيد عليه الويلات من جراء هرطقته المهلكة، التي دينونتها أمام الله عظيمة.
وليس اخطر من مضار الانقسام وتعطيل رسالة الكنيسة وعثرة البسطاء التي يحدثها الهراطقة فيجدف بسببهم على طريق الحق (2 بط 2:2).
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 05 - 2014, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,050

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج

سر وقانون الوحدانية

لا يوجد بيت آخر للمؤمنين إلا الكنيسة الواحدة، وهذا البيت وأسرته المتحدة المترابطة، يشير إليهما الروح القدس في المزامير، قائلًا (الله مسكن المتوحدين (الذين لهم فكر واحد) في بيت) (مز 68:6)، ففي بيت الرب، في كنيسة المسيح يسكن المؤمنون بفكر واحد ويحبون في محبة وسلام وبساطة.
لذا أيضا استعلن الروح القدس على شكل حمامة، لأنها طائر بسيط وبهيج لا يتوعد (أحدًا) بحقد، وليس قاسيًا في عضته، ولا عنيفًا يمزق بمخالب، يحب السكنى مع البشر ولا يعرف إلا بيت واحد فقط، وعندما يصير للحمام أبناء يربون أولادهم معًا، وعندما يطيرون يظلون بجوار بعضهم البعض في طيرانهم، ويقضون حياتهم كلها في عيشة مشتركة معلنين وحدانية السلام، وفي كل الأمور يحققون ويعلنون قانون الوحدة والجموعية.. هذه هي البساطة التي يجب أن تُرى في الكنيسة، هذه هي المحبة التي يجب أن تُحفظ، حتى يقتدي الإخوة بالحمام وحتى يكون لطفهم ورفقهم مثل الحمام والخراف.
وبالروح القدس، الذي يجمع شعب الله في واحد، يطرد الروح الشرير المنقسم على ذاته الذي يبلبل ويشتت الوحدانية، مذ أننا جميعاَ ننتهي (إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله إلى إنسان كامل، إلى قياس قامة ملء المسيح) {اف 4:13}.

كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
جاعلين من قلوبنا قسط المن، بالإدراك الصحيح والعذب لكلمة الله، والتعليم المدقق على الدوام في وحدانية الفكر Single - Minded، فالوحدة والخضوع للأسقف هما أيقونة للوحدة والخضوع لله أبي ربنا يسوع المسيح أسقف الجميع، ولكلمته الحية، التي هي تعليم وإيمان الكنيسة الجامعة منذ البدء، الذي أعطاه الرب، وكرز به الرسل، وحفظه الآباء، وعليه تأسست الكنيسة وقامت.
إذ أن العقيدة الإيمانية التي ندين بها ونحيطها بجليل العناية، ما كانت يوما قط من استنباط إنسان وإيماننا الرسولي الآبائي الليتورجي والعقيدي المستمد من الإنجيل وخبرة الكنيسة، لا يمت بصلة إلى أسرار البشر، إنما هو هبة رب الكنيسة وعريسها الذي جعل كنيسته كنيسة جامعة تتأسس جامعيتها على صدق وأصالة تعليمها حسب ملء الحق.
لذلك يتحقق سر وقانونية الوحدانية عندما نقبل من جاء وعلمنا بكل ما سبق وقبلناه، أما إذا عاد احد ليخترع تعليماَ مغايراَ بقصد الهدم فلا نسمع له، بل نختبره لنعرفه ونميز اليمين عن اليسار.
ان اتفاق الإيمان يجرد الشيطان من قواه ويحل فساده، ومحور هذا الاتفاق هو وحدة المؤمنين داخل الكنيسة وطاعة الاسقف لكى نكون خاضعين لله.
ومن لا يواظب على حياة الكنيسة فهو يتغذى على أغذية غريبة ولو بدت انها على اسم المسيح، أو من روح الكتب المقدسة.
وما الغذاء الغريب الا البدع، التي يخلط بها المنشقون الايمان بربنا يسوع بضلالاتهم واهوائهم الخاصة، راغبين في اظهار جدارتهم الذاتية المزيفة، ومثلهم يقدم السم المميت ممزوجاَ بالخمر والعسل،فلنحترس اذن من هؤلاء المضلين!! ولا يمكننا ذلك الا اذا ابتعدنا عن المجد الفارغ وحفظنا الوحدة بالمحبة والطاعة والسلام وقبول التلمذة.
اما الذي لا يحيا سر وقانونية الوحدة فانه يضل، ومن يتحد بالله يطيع الكنيسة ويخضع للأسقف، ومن هو خارج الكنيسة يتحرك ويعمل مستقلاَ عنها وعن كل طغماتها، اذ لا يستطيع احد ان يقول انه في المسيح وهو خارج معسكر الكنيسة، ولا يستطيع احد ان يقول ان الله اباَ له ما لم يتخذ الكنيسة اماَ.
والمسيح ربنا لم يمت ميتة يوحنا المعمدان بقطع رأسه وفصلها عن جسده، ولامات ميتة اشعياء بنشر جسده، وذلك لكى لا تكون فرصة للذين يريدون تقسيم وحدة الكنيسة وتحزئتها.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 05 - 2014, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,050

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج

وحدة وسلام الكنيسة

من لا يحيا في طاعة الكنيسة ويحفظ الوحدة، لا يحفظ ناموس الرب، ولا يعيش في إيمان الآب والابن، ولا يحفظ الحياة الأبدية والخلاص، لأن عروس المسيح ليست زانية، لكنها طاهرة نقية غير فاسدة، هي تعرف بيتاَ واحداَ فقط، وتحفظ بعفة طاهرة قداسة المضجع الواحد، إنها تحفظنا لله، وتعين أبناءها الذين ولدتهم للملكوت، ومن ينفصل عن الكنيسة ويرتبط بزانية، يفصل نفسه عن وعود الكنيسة..
وسر وحدة الكنيسة ورابطة السلام المتماسكة بلا انفصال هذه، قدمه لنا الإنجيل في صورة قميص المسيح الذي لم يُقسم ولم يُقطع، فقد أخذه هؤلاء الذين القوا القرعة على ثياب الرب كقميص كامل غير مقسم ولا مُنقسم، هؤلاء الذين كان يجب أن يلبسوا المسيح، وتتحدث الأناجيل المقدسة قائلة: (وكان القميص بغير خياطة منسوجا كله من فوق، فقال بعضهم لبعض، لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون) {يو19:23,24}.
هذا القميص يحمل معه وحدة أتت من السماء والآب، ويجب أن لا يمزقها أبدًا من يأخذا ويستلمها، بل بعيداَ عن كل انقسام، ننال كمالًا تامًا متماسكًا قويًا، وذاك الذي يقسم كنيسة المسيح لا يستطيع أن يقتنى قميص المسيح، الواحد الغير مخيط الذي لا يمكن تقسيمه، لأنه متحد، متصل، ومتماسك، وبهذا يتضح السلام والمحبة والوحدة السائدة وسط شعبنا الذي لبس المسيح الذي أعلن وحدة كنيسته بسر وعلامة قميصه.

كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
لقد أعطانا السيد المسيح السلام، ويوصينا أن نحيا في اتفاق ووحدة وان نكون ذوى فكر ورأى واحد one mind، ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم "اسم الكنيسة ليس اسم الانقسام بل الوحدة والانسجام، يلزم أن تكون كنيسة واحدة في العالم، رغم وجود كنائس كثيرة في مواضع كثيرة".
فالكنيسة واحدة وان كانت منتشرة في كل العالم، تؤمن بالتعاليم السليمة كما لو كان لها نفس واحد، ولها ذات القلب الواحد وهى تعلن التعاليم وتسلمها بتناسق كامل كما لو كان لها فم واحد، وروح واحد، وتشرب من ينبوع واحد غير منقسمة الفكر.
لقد اختار الرب يهوذا بين الرسل ولكنه خانه، ومع ذلك لم يتزعزع إيمان وثبات الرسل، لأن يهوذا الخائن قُطع من شركتهم، هكذا لا تنقض وحدة الكنيسة أو تقل قداسة وكرامة الرسل والمعترفين لأن بدعاَ قد قامت،ويتحدث بولس الرسول عن هذا الأمر فيقول: (فماذا إن كان قوم لم يكونوا أمناء، أفلعل عدم أمانتهم يبطل أمانة الله، حاشا، بل ليكن الله صادقًا وكل إنسان كاذبًا) {رو 3:3}.
الله واحد والمسيح واحد، وكنيسته واحدة، والإيمان واحد، والشعب متحد في وحدة الجسد الواحد الجوهرية برباط السلام، فلا يمكن أن تنقسم الوحدة، ولا يمكن أن يقسم الجسد بتفرقة أعضائه، ولا يمكن أن يُمزق أو تُمزق أعضاؤه عن طريق الانقسامات، فكل من يخرج من رحم الكنيسة لا يمكنه أن يحيا أو يتنفس وهو منفصل عنه، بل يفقد جوهر الصحة والحياة.
لقد أرسل نوح نوعين من الطيور، كان لديه الغراب والحمامة أيضًا في الفلك الذي هو مثال الكنيسة، التي نراها خلال طوفان العالم الحاضر وقد ضمت بالضرورة النوعين الحمامة والغراب، الغراب الذي يطلب ما لنفسه والحمامة التي تطلب ما هو للمسيح.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 05 - 2014, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,050

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج

البناء الإيماني على الصخر

كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
يتأسس البناء الإيماني الثابت على الصخر (كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبه برجل عاقل بنى بيته على الصخر فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لأنه كان مؤسسا على الصخر) {مت 7:24}.
هذا البناء الثابت لا يتزعزع ولا يهتز في مواجهة كل عواصف وأعاصير العالم، لأنه كيف لإنسان أن يقول أنه يؤمن بالمسيح بينما هو لا يحيا وصايا المسيح؟ أو كيف ينال جعالة الإيمان، ذلك الذي لم يحفظ الإيمان؟ من المؤكد انه يشت ويضل، ويصطاده روح الخطأ، تماما كما تهز الرياح التراب وتعصف به، ولن يتقدم لأنه لم يحفظ حق طريق الخلاص.
يجب أن ننبني على صخرة الصلاة الواحدة والتضرع الواحد والعقل الواحد في المحبة، نجتمع في هيكل الله الواحد، حول المذبح الواحد في يسوع المسيح الواحد الوحيد، الذي عليه ينبني إيماننا الأقدس.
والتمسك بصورة الكلام الصحيح يحتاج إلى قلب تلميذ يحفظ الوديعة ويدافع عن العقيدة (الكلام الصحيح) ويحفظ السلوك (المحبة) فصورة التعليم الصحيح لا يحفظها إلا الإيمان والمحبة، اللذان يحفظان الوديعة الصالحة.
أما المعلمون الكذبة فإذا بشرونا، حتى لو كانوا ملائكة، بغير ما بُشرنا به، فهم أناثيما.. إذ لا توجد أية شركة بين كلمات القديسين واختراعات البشر المبتكرة من عندياتهم، لأن القديسين خدام الحق، يكرزون بملكوت السموات، أما السالكون في الاتجاه المضاد فليس لديهم أفضل، إذ أن الشيطان يقيم الضلال على الدوام في مقابل الحق.
وقوة الحق لا تهزها هذه الافتراءات، لأن الكنيسة علمتنا أن نصلى من اجل انتهاء افتراقات فساد البدع (لينقضي افتراق فساد البدع)، حينئذ لا نهتز من جهة إيماننا الحقيقي المؤسس على الصخر، حتى لانفتح ثغرة لهرطقات المبتدعين فيقلقوا الكنيسة، ولا نتعجب من أن بعض المنشقين قد وجدوا طريقهم خلسة ليُحسبوا في عداد المعلمين، لأنه طالما نحن في ارض هذا العالم، فان العصافة (=القش) المعينة للنار الأبدية مازالت مختلطة بالحنطة المختارة الفضلى،وإذا تذكرنا أن الشيطان كان من الملائكة، ويهوذا من الرسل، ونيقولاوس مؤسس الهرطقة البغيضة من الشمامسة السبعة، وأريوس من الإكليروس، حينئذ لا نتعجب إذا وُجد مبتدع منشق بين رتب الكنيسة.. لأن الله لا يسمح أبدًا أن تهلك الحنطة من اجل التبن، بل عين المكافأة للذين حفظوا إيمان وصبر يسوع.
فلنؤسس إيماننا على صخرة الإيمان الرب يسوع، ولنحذر من اتباع شخص بمفرده، بل نتبع أثار الغنم، والإيمان الحي وضمير الكنيسة اللذين يبقيان ثابتين وغير متحولين عبر العصور {1تيمو 3:15، مت 16:18}، ونبتعد عن كل تعاليم بشرية إدانتها الكنيسة، ونربى في أنفسنا وعى إيماني وحاسة أرثوذوكسية مرهفة للحق، وهكذا نكتشف كل فكر مغلوط يطمس البعد الكنسي الليتورجي السرائري الآبائي والنسكي، متمسكين بتعليم الكنيسة المتوافق الرصين الذي يتدفق كالفيضان في طريق مستقيم وله شهادة من الأنبياء والرسل وخبرة معاشة في الآباء.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 05 - 2014, 12:56 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,050

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج

الهرطقة أساس الانقسام

كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
أشار الروح القدس في سفر نشيد الأناشيد في شخص ربنا قائلاَ (واحدة هى حمامتي كاملتي، الوحيدة لامها هي، عقيلة والدتها هي) {نش 6:9}، فهل يظن ذلك الذي لا يتمسك ولا يحفظ وحدة الكنيسة، انه يتمسك ويحفظ الإيمان؟
هل يعتقد ذاك الذي يقاوم الكنيسة ويعمل ضدها، انه في الكنيسة، عندما يعلم الرسول المبارك بولس نفس الأمر ويعلن سر الوحدة قائلا (جسد واحد، رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة، اله وأب واحد) {اف 4:4}؟
لذلك كل من يزرع الهرطقة يبذر الانقسام ويفصل نفسه عن دعوة الكنيسة، ولا يستطيع أن ينجو من الطوفان، لأنه خارج الفلك، والرب يحذر قائلا (من ليس معي فهو على ومن لا يجمع معي فهو يفرق) {مت 12:30} ومن يفسد سلام المسيح، يكن مقاوماَ للمسيح، ومن يجمع في أي مكان آخر غير الكنيسة؟ وهل يمكن لقلة ضئيلة ذات أهواء وآراء مضادة وتعاليم غريبة غربية بعيدة عن المنهج الروحي والتعليم الأرثوذوكسي السليم، إن تقسم هذه الوحدة النابعة من القوة الإلهية اللانهائية؟
كيف يظن الهرطوقي انه يجمع وهو يقسم انه يوحد وهو يفرق؟ وكيف نظن أن الهرطقة ستبنى؟ ماذا حصد أصحاب الاتجاهات المنحرفة إلا الانقسام!! أيظن أن له المسيح ذاك الذي يقاوم كهنة المسيح ويفصل نفسه عن شركة الإكليروس والشعب؟ انه يحمل الأسلحة ضد الكنيسة، أسلحة الهرطقة وخراب الانقسام، ويقاوم تدبير الله في الكنيسة المعطى للآباء الأساقفة ومدبري البيعة، وهو عدو المذبح ومتمرد على ذبيحة المسيح، وبالنسبة للإيمان مشوش الإيمان،وبالنسبة للديانة مدنس، عبد غير مطيع، ابن عاق، أخ معاد، لا يستجيب للأساقفة ويرفض الكهنة، لذا يجرؤ على أن يترك الذبيحة وموضع المذبح وان يرفع صلاة أخرى بكلمات غير قانونية، وان يدنس حق تقدمة الرب بذبائح مزيفة.
حينما نصلى (أنر عيني لئلا أنام نوم الموت) {مز 12:53} فمن الواضح "أن نوم الموت" هو السقوط والابتعاد عن التعاليم الأرثوذكسية والعقائد الإنجيلية الرسولية الآبائية، والذين يبتعدون عن الحق بسبب تعصبهم لشيع هرطوقية، لا يسلكون طريق الإيمان الحق ويتسببون في الانقسام وفي جرح أنفسهم.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 05 - 2014, 12:57 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,050

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج

الهرطقات علامة مجيئية

كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
لم تظهر الهرطقات مرات عدة فقط، لكنها علامة من علامات المجيء الثاني، ورغم أن العقل المفسد بلا سلام وعدم إيمان، يقسم ويشوش، إلا أن الرب يسمح بوجود هذه الأمور، ويظل الاختيار بإرادة الإنسان الحرة، لكي يختبر تمييز الحق قلوبنا وعقولنا، فيشرع الإيمان الصحيح لهؤلاء الذين عرفوا الحق بنور معلن، والروح القدس يحذرنا ويخبرنا على فم معلمنا بولس الرسول قائلاَ (لابد أن يكون بينكم بدع ليكون المزكون ظاهرين بينكم) {1 كو 11:19}.
هكذا يزكى المؤمن وهكذا يُكتشف الخائن والمنشق، وبالجملة تكون نفوس الأبرار ونفوس الأشرار مميزة فعلاَ عن بعضها البعض والقش مفصل عن الحنطة، والجداء عن الخراف..
أما المنشقون فقد قطعوا أنفسهم بأنفسهم، وخرجوا منا، تاركين أمنا البيعة المقدسة، مفتتين الوحدة، لا يُعلمون ألا الغرباء تعاليمهم، يتخذون لأنفسهم اسم أب رغم أن الكنيسة تتبرأ من أبوتهم لأنهم لم يتخذوا منها أمًا لهم، هؤلاء الذين اتبعوا تعاليم غريبة غربية خادعين بلسان الحية، وبارعين في إفساد الحق، مقيئين سموم مميتة من ألسنتهم المهلكة، مشككين في طقوس الكنيسة وعقائدها وميراثها الرسولي والآبائي.
هذه الشرور المؤذية وباء ضلال مسموم يستفحل ويستشرى من جديد، يزرعه مبتدعون مستترون ليضلوا الناس عن الحق وتصير لهم (آذان مستحكة) (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 3) وهو ما أكدته الديداكية عن باروسيا الرب.. (ففي الأيام الأخيرة يكثر الأنبياء الكذبة والمفسدون وتتحول النعاج إلى ذئاب، والمحبة إلى كراهية)،ويقول العلامة ترتليان (يلزمنا ألا نندهش من وجود الهرطقات لأن الرب قد سبق وأنبأنا بقيامها إذ هي تفسد إيمان البعض لكنها تقدم تجربة إيمان فتهب فرصة للتزكية) {1 كو 11:19).
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 05 - 2014, 12:57 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,050

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج

جنون الانقسام

كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
هل هناك احد شريراَ جداَ بلا إيمان مثل الذين تجننوا بجنون الانقسام، حتى يظن أن وحدة الله يمكن أن تنقسم، أو أن أحدًا يقدر على أن يمزقها، وهى قميص الرب - كنيسة المسيح؟ والرب نفسه يحذرنا في إنجيله ويعلم قائلاَ (وتكون رعية واحدة وراع واحد) {يو 10:16} وهل يعتقد أي إنسان انه في مكان واحد يمكن أن يوجد رعاة كثيرون لقطعان عدة؟ والرسول بولس عندما تحدث عن هذه الوحدة، علم قائلاَ (ولكنني أطلب إليكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولاَ واحدَ ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأى واحد) {1كو 1:15}.
وفى موضع آخر يقول (محتملين بعضكم بعضاَ في المحبة، مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام) {أف 4:3}.
وهل يظن ذاك المجنون بجنون الانقسام أن له حياة بعد أن انفصل عن الكنيسة وبنى لنفسه منازل أخرى، لأنه قيل عن راحاب التي كانت رمزًا للكنيسة (أباك وأمك وأخوتك وسائر بيت أبيك، فيكون كل من يخرج من أبواب بيتك إلى خارج فدمه على رأسه) {يش 2:19}؟
وما جنون الانقسام إلا خيانة وجحد الوديعة، تلك التي يصنعها زارعو الانقسام عوض غرس السلام، الذين يغتصبون نفوس البسطاء ويسلبون الكنيسة أولادها، بل ويسلبون الله نفسه أولاده، هؤلاء إذ يرجعون عن ضلالهم وبدعهم يلزمهم ايضاَ ان يردوا النفوس التي انحرفت بسببهم وتركت الإيمان الحق تابعة لفساد المشورة الشريرة.
وبقدر ما نأت الهرطقات وابتعدت عن الحقيقة الإلهية بقدر ما ابتعدت واستنبطت لنفسها جنونًا وخبلًا، تتظاهر بلبس كلمات الإنجيل، لتغرى بعض الحمقى، الذين لم يهلكوا بالسماع فقط بل أيضًا -مثل حواء- أخذوا وتذوقوا حتى أنهم -بسبب جهلهم وعدم درايتهم- صاروا يعتبرون المر حلواَ {أش 5:2} فتسببوا في انقسام أحمق ودنس.
كيف يمكن إذن أن يكونوا مسيحيين أولئك الذين هم ليسوا بمسيحيين، بل هم مجانين الهرطقات؟ وكيف ينتمون للكنيسة الجامعة وهم منقسمون ومنفصلون عن إيمان الرسل.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أحد المخلع القمص أثناسيوس فهمي جورج
كتاب البابا شنودة المعلم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
ترانيم القمص أثناسيوس فهمى جورج


الساعة الآن 05:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024