رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيامة الأجساد ضرورة تستلزمها عدالة الله وهناك نقطة أساسية في ضرورة القيامة، وفي فهم معني الخلود: إن الله قد وعد الإنسان بالحياة الأبدية ووعده هو للإنسان كله، وليس للروح فقط التي هي جزء من الإنسان. فلو أن الروح فقط أتيح لها الخلود والنعيم الأبدي، إذن لا يمكن أن نقول إن الإنسان كله قد تنعم بالحياة الدائمة، وإنما جزء واحد منه فقط، وهو الروح، إذن لابد بالضرورة أن يقوم الجسد من الموت، وتتحد به الروح، لتكون إنسانًا كاملًا تصير له الحياة الدائمة. ولولا القيامة لكان مصير الجسد البشري كمصير أجساد الحيوانات!! ما هي إذن الميزة التي لهذا الكائن البشري العاقل الناطق، الذي وهبه الله من العلم موهبة التفكير والاختراع والقدرة علي أن يصنع مركبات الفضاء التي توصله إلى القمر، وتدور به حول الأرض، وترجعه إليها سالمًا، وقد جمع معلومات عن أكوان أخري..! هل يعقل أن هذا الإنسان العجيب، الذي سلطه الله نواح من الطبيعة، يؤول جسده إلي مصيره كمصير بهيمة أو حشرة أو بعض الهوام؟! إن العقل لا يمكنه أن يصدق هذا.. إذن قيامة الجسد تتمشي عقليًا مع كرامة الإنسان. الإنسان الذي يتميز عن جميع المخلوقات ذوات الأجساد، والذي يستطيع بما وهبه الله أن يسيطر عليها جميعًا، وأن يقوم لها بواجب الرعاية والاهتمام، إذا أراد. فكرامة جسد هذا المخلوق العاقل لا بد أن تتميز عن مصير باقي أجساد الكائنات غير العاقلة غير الناطقة. كذلك فإن قيامة الأجساد ضرورة تستلزمها عدالة الله. الإنسان مخلوق عاقل ذو إرادة، وبالتالي هو مخلوق مسئول عن أعماله، وسيقف أمام الله، لينال ثوابًا أو عقابًا عما فعل خلال حياته علي هذه الأرض إن خيرًا وإن شرًا،وهذا الجزاء عن عمل الإنسان، هل يعقل أن يقع علي الروح فقط، أم علي الإنسان كله بروحه وجسده؟ إن الروح والجسد اللذين اشتركا في العمل معًا، تقتضي العدالة الإلهية أن يتحملا الجزاء معًا أو يتنعما بالمكافأة معًا. |
|