رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المنع في حياة أبونا آدم كان في محاصرته بالمشاكل †أبونا آدم أخطأ وبسبب خطيئته شعر بالعري والله سمح أن آدم يشعر بهذا العري حتى يشعر أن هناك خطأ قد حدث، فيعود بالتوبة إلى الله. ولكن للأسف من طبيعة الإنسان أنه عندما يواجه مشكلة يحاول أن يحلها بفكره أو بأي طريقة دون أن يرجع إلى الله وهو بذلك يوقع بنفسه في العديد من المشاكل، ولو استطاع الإنسان أن يحل المشكلة بمعزل عن الله لن يرجع أبدًا إلى الله. وهذا ما حاول أن يفعله آدم فعندما شعر بالعري لم يحاول الرجوع إلى الله بل حاول أن يكسو نفسه بورق التين، ولو كانت فكرة أوراق التين نجحت في ستر عريه كان سيواجه الله بجسارة دون أن يشعر بخطيئته ظنًا منه أنه قد استطاع أن يحل مشاكله بعيدًا عن الله. ولكن يد الله خرجت على آدم، وحاصر الله آدم بالمشكلة، "وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ" (سفر التكوين 3: 8) فعند هبوب ريح النهار واشتداد الشمس، جف الورق وتساقط بفعل الهواء، وبعد أن كان آدم قبل أن يخطئ يعمل في الجنة ولا يتعب، أصبح يعاني قال له الرب: "بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ" (سفر التكوين 3: 19). فأول مرة شعر فيها آدم أن الشمس حارقة بالنسبة له كانت بعد أن سقط في الخطيئة فبدأ يعرق ويشعر بلفحة الشمس ويشعر بالتعب وحاصرته المشاكل ولو كان آدم استطاع أن يحل مشكلته بعيدًا عن الله كان من المستحيل أن يسمع صوت الله. † وهذه هي سياسة الله مع البشر. تأتي مشكلة فتحاول حلها، فتفاجأ بالمشاكل تنهال عليك كاللكمات التي لا تستطيع إقامة رأسك منها، وتقف عاجزًا لا يوجد أمامك أي حل إلا اللجوء لله، وهنا فقط تستطيع سماع صوت الله. † لم يسمع آدم صوت الله إلا بعدما حوصر بالمشاكل التي ليس لها حل،حينئذ سمع صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة ويقول الكتاب: "فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟" (سفر التكوين 3: 9،10). لو كان الله جاءه قبل هبوب ريح النهار عندما كان يستر نفسه بأوراق التين كان قابل الرب وهو غير شاعر بعريه. |
|