|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شكل القراءات اليومية الحالي من حيث الفصول أ- من حيث الفصول: لا يمكن لدارِس محايد للقراءات الكنسيَّة في شكلها الحالي المُبْدَع أن يدرس دون أن يشهد أن هذه القراءات بهذا التنسيق الجميل المُبْدِع تشهد لعمل الروح القدس؛ ليس فقط في الآباء الذين وضعوها، بل أيضًا في الكنيسة التي حافظت عليها. بل أننا لا نبالغ إن قلنا أن روح الإلهام الذي كُتِبَت بها الكتب المقدسة هي نفسها الروح المُلْهِمة التي جمعت فصول القطمارس katameooc. فهذه الفصول تُفَسِّر الكتاب بالكتاب بمنهج أرثوذكسي بحسب التقليد المُسَلَّم لنا من الآباء عبر الأجيال؛ هذا المنهج الغير مُعْتَمِد على آية واحده للدراسة للكتاب، بل تحمل لنا فصول اليوم الواحد فكرًا روحيًا وعقائديًا، في نسيج واحد ممتد من مزمور العشية إلى إنجيل القداس، مارًا بباقي القراءات.
وهي عبارة عن:
وهذه المجموعة من القراءات الموجودة في الليتورجية القبطية الأرثوذكسية غير موجودة في أي ليتورجيات أخرى؛ فكنيستنا هي بحق الكنيسة الإنجيلية التي تعتمد على الإنجيل في كل صلواتها.. وكل كلمة، سواء في القداس أو الخدمات لها شاهد إنجيلي. شكل ومغزى كل جزء من القراءات السابقة: المزمور: ينقسم المزمور إلى أربعة أرباع ذات فواصل بينها، لترتيبها بطرقها الخاصة المعروفة، وهذا من حيث الشكل. أما من حيث المعنى، فالمزمور ينقسم إلى قسمين: الأول منه شكر وتسبيح واعتراف بالذنب وطلب الرحمة من الرب والاستنجاد به. أما الجزء الثاني من المزمور فيختص بالتحدث عن مجد الثالوث القدوس. وهذا النظام جعل المُنَظِّم لا يلتزم بترتيب الآيات المختارة كما جاءت في سفر المزامير، بل أنه قد يستند إلى التقديم والتأخير، وقد لا يأخذ الآيات بالكامل بل يأخذ جزء أو شطر من الآية. أما أهميه المزمور ترجع إلى أنه عن طريقه نعرف ونستدل على الحكمة من اختيار فصل الإنجيل؛ لأن فصل الإنجيل الواحد قد يخدم أكثر من غرض، لكن المزمور هو الذي يوضح الغرض من اختيار هذا الجزء من الإنجيل. أناجيل عشيه وباكر:إن وظيفة إنجيليّ عشية وباكر هي تتميم المعنى المقصود من إنجيل القداس وتوضيحه. إلا أن إنجيل باكر في أيام الآحاد (عدا شهر توت والفترة من كيهك إلى انتهاء الخماسين المقدسة)، فهي نظرًا لما لحادث قيامة المخلص من الموت من أهمية بالغة على أساسها تقوم المسيحية،فقد رأت الكنيسة أن تحتفل بِذِكرى القيامة في أن تخصص أناجيل باكر في بعض الشهور لحدث القيامة، وأن تتلوها كما رواها متى الإنجيلي في الأحد الأول من الشهر، ثم في الثاني كما رواها مرقص، والثالث من لوقا، والرابع من يوحنا. البولس والكاثوليكون والأبركسيس تدور حول نفس الموضوع الذي تدور حوله الأناجيل الثلاثة. وأهم هذه الرسائل هو البولس؛ إذ يتحدث بوضوح عن موضوع إنجيل القداس، لذلك عُرِفَت رسالة البولس باسم "القداس الأبسلطى" (الأبوسطولي) أي القداس الرسولي. أما الكاثوليكون والأبركسيس فهما يتممان المعنى من ناحية من النواحي. البولس: يُبَيِّن عمل النعمة في الحياة، ويُخْتَم بـ"نعمه الله الآب.." الكاثوليكون:يُبَيِّن الجهاد الروحي للمؤمن والسلوك المسيحي السليم: "لا تُحِبّوُا العالم ولا الأشياء التي في العالم". الأبركسيس:فهو يوضح الإنجيل المُعاش في حياه الكنيسة الأولى، أو يُبَيِّن كيف عملت النعمة مع الجهاد في حياه القديسين: "لم تزل كلمه الرب تنمو".. وبذلك يمكن أن تقول أن الرسائل عبارة عن معادلة حسابية هي: البولس (النعمة) + الكاثوليكون (الجهاد) = الأبركسيس (حياه الكنيسة والقديسين). إنجيل القداس:يتكلم إنجيل القداس عن التالي: + في "الأيام" يتكلم عن مظاهر محبة المخلص لأبطال الكنيسة التي تحتفل بتذكارهم. + في "الآحاد" يدور الإنجيل حول عمل الثالوث القدوس في الكنيسة: "محبه الله الأب ونعمه الابن الوحيد وشركة وموهبة وعطية الروح القدس". |
|