منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم يوم أمس, 11:51 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

شرف الخدمة ومفهومها




شرف الخدمة ومفهومها


أودّ في البداية أن أذكُر وأذكِّر أن ما رسخ في أذهاننا وأذهان الكثيرين أن الخدمة المسيحية قوامها التبشير أو التعليم أو الوعظ أو المنابر عامة أو ما شابه ذلك من خدمات في الدوائر الكنسية هو فقط الجزء الظاهر من جبل الجليد العائم في المحيط الكنسي. لكن الخدمة في الواقع هي حياة مكرَّسة للمسيح في السِرّ والعَلن في البيت والعمل في الاجتماع والمجتمع.

والخدمة والعبادة شيء واحد، وإن تعدّدت صور الممارسات لكن الجوهر واحد ووحيد. وهذا ما أفهمه من بعض الآيات:

1- «الله الذي أعبده (أو أخدمه) بروحي في انجيل ابنه» (رو1: 9).

2- «أطلب إليكم أن تقدِّموا أجسادكم ذبيحة... عبادتكم (أو خدمتكم) العقلية» (رو12: 1).

3- «كيف رجعتم إلى الله... لتعبدوا (أو تخدموا) الله الحي الحقيقي» (1تس1: 9).

4- «أشكر الله الذي أعبده (أو أخدمه) من أجدادي» (2تي1: 3).

وأساس هذا كله ما قاله شاول عندما قابله الرب في الطريق «ماذا تريد يا رب أن أفعل؟» (أع9: 6).

هيا بنا نتمشّى معًا في رحاب الكلمة لنرى شعب الرب في علاقتهم بالرب ومع بعضهم البعض.

قالت الشونمية في يومها: «إنما أنا ساكنة في وسط شعب شعبي» (2مل4: 13). يا للعز! «ورفع بلعام عينيه ورأى إسرائيل حالاًّ حسب أسباطه... فنطق بمثله وقال... ما أحسن خيامك يا يعقوب، مساكنك يا إسرائيل» (عد24: 2-5). فيا للجمال! وترنَّم بنو قورح «ما أحلى مساكنك يا رب الجنود... طوبى للساكنين في بيتك أبدًا يسبحونك... طوبى لأناس عزهم بك... يومًا في ديارك خير من ألف... اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار» (مز84). فيا للروعة!

في هذا الجو الجميل والترتيب الرائع والبديع لجماعة مدعوة خارجة، سائرة في برية وقفر مخوف، قاصدة وطنًا؛ نرى جمالاً وروعة وإبداعًا تخبرنا عنه الأصحاحات الأولى من سفر العدد: رايات مرفوعة، وحدود موضوعة، وأسباط حول مسكن الرب، مجموعة أجناد من كل ناحية، وفي الدائرة الداخلية سبط بأكمله يحل حول مسكن الرب؛ سبط لاوي المُفرَز للخدمة ممثَّلاً في كهنوت هارون وخدمة اللاويين، وسحابة المجد حالّة فوق المسكن ليلاً نهارًا، في الحَلّ والترحال. وما هذا كله من جلال وروعة ومجد وترتيب إلا لأن الرب يسكن في وسطهم (خر25: 8).

وفي هذا الجو الجميل نسمع صوت موسى يبارك سبط لاوي في ختام الرحلة «تميمك وأوريمك لرجلك الصديق... حفظوا كلامك وصانوا عهدك... يعلّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك، يضعون بخورًا في أنفك ومحرقات على مذبحك». شرف لا يُدانيه شرف، شرف خدمة الرب، خدمة المسكن والأقداس، وخدمة المحلة والأسباط.

في العهد القديم سبط مفرز للخدمة، أما في العهد الجديد، فيا للعجب، كل المؤمنين مفرزون ومقدَّسون. «ليسوا من العالم» (يو17: 16). «جنس مختار، كهنوت ملوكي، أُمّة مقدّسة، شعب اقتناء» (1بط2: 9).

طريقنا إلى الأقداس مفتوح، فلنتقدّم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا، ومغتَسلة أجسادنا (عب10: 22). وهذا يأتي بنا إلى كهنوتنا المقدس؛ الدائرة الأولى فيه تبدأ بالعلاقة الخاصة بين النفس وبين الرب «ادخل إلى مخدعك واغلق بابك» (مت6: 6). هناك في الخفاء ”يجري حديثي معه سرًا ولا رقيب“. حيث تُسكَب النفس في حضرته، وندخل بأرواحنا إلى أقداسه لتقديم ذبائح روحية، بخور ومحرقات، محورها شخص المسيح وعمله ووظائفه وأمجاده الحاضرة والمستقبلة.

ثم تتسع الدائرة، لكن في داخل الأبواب التي رُشّت قوائمها بدم الحمل؛ دائرة العائلة، خيام الصديقين. قال يشوع قديمًا في ختام رحلته مع الشعب «أما أنا وبيتي فنعبد الرب» (يش24: 15). ولنا في العهد الجديد بيوت كثيرة وجد الرب فيها راحة وسرورًا، واشتمّ فيها محرقات وبخورًا، من ليديا وأهل بيتها إلى السجان مع جميع من في بيته (أع16)، إلى أكيلا وبريسكلا والكنيسة التي في بيتهما (1كو16: 19)، إلى بيت استفاناس (1كو16: 15) إلى بيت أنسيفورس (2تي1: 16). ألا نجد في هذه البيوت خدمة مباركة «يضعون بخورًا في أنفك ومحرقات على مذبحك».

ثم نخرج إلى دائرة أوسع، حيثما يُجمَع المؤمنون إلى اسم الرب. لكل واحد مزمور أو تعليم أو نبوة... سيمفونية رائعة يقودها الروح القدس ومنها تستقبل السماء بخورًا ومحرقات.
ليتنا نقدِّر هذا كله في كل دائرة: دائرة المخدع، دائرة البيت والعائلة، دائرة الاجتماع إلى اسم الرب.

كهنوت مقدّس.. ذبائح مقبولة بيسوع المسيح.. يا لامتيازنا!

من هذا الجو نخرج بأجسادنا، لا بأرواحنا، لنمارس الجانب الآخر من الكهنوت: الكهنوت الملوكي. «لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب» (1بط2: 9). «يعلّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك» (تثنية33: 10). خدمة تلقائية وشهادة لا يمكن كتمانها.

قال الذي كان قبلاً أعمى «كنت أعمى والآن أبصر» (يو9: 25)، وقالت السامرية «هلموا انظروا» (يو4: 29)، وقال الرب لمن أخرج منه الشياطين في مرقس5: 19 «اذهب إلى بيتك وإلى أهلك، وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك». وقال بولس «من أورشليم وما حولها حتى إلى الليريكون قد أكملت التبشير بانجيل المسيح.» (رو15: 19)، وكان شوق قلبه بعد روما «سأمضي مارًا بكم إلى أسبانيا» (رو15: 28).

ولا ننسى أن الرب ينظر وينتظر الأمانة والأمناء في كل جيل «عيناي على أمناء الأرض... السالك طريقًا كاملاً هو يخدمني» (مز101: 6). فيذكر في سفر العدد25: 11 «فينحاس بن العازار... غار غيرتي في وسطهم... ها أنا أعطيه ميثاقي ميثاق السلام، فيكون له ولنسله من بعده ميثاق كهنوت أبدي لأجل أنه غار غيرتي وكفّر عن بني إسرائيل».

وفي سفر ملاخي2: 4-7 آخر أسفار العهد القديم «عهدي مع لاوي، قال رب الجنود. كان عهدي معه للحياة والسلام وأعطيه إياهما للتقوى فاتقاني، ومن اسمي ارتاع هو، شريعة الحق كانت في فيه، وإثم لم يوجد في شفتيه. سلك معي في السلام والاستقامة، وأرجع كثيرين عن الإثم».

ليتنا ندرك شرف الخدمة ونَعي مفاهيمها ودوائرها. وليت الرب يحفظنا أمناء في كل دائرة من دوائر كهنوتنا؛ ندخل أقداس الله، نضع بخورًا في أنفه، ونُصعد محرقات على مذبحه، ونخرج لنمارس كهنوتنا الملوكي شاهدين مخبرين بفضائل الذي دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الشتيمة لا يليق استعمالها في الخدمة لأن وسائل الخدمة ينبغي أن تكون طاهرة
وفي الخدمة نراعي أمرين: محبة الخدمة، وروح الخدمة
معنى كلمة "كنيسة" ومفهومها ومضمونها
الحرية ومفهومها الصحيح
الأمانة ومفهومها في المسيحية


الساعة الآن 08:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024