يبذل الشيطان كل مجهوده مع الخطأة لكي يصيرهم بعد أن يكونوا أضاعوا نعمة الله بالأثم أن يفقدوا عبادتهم لمريم أيضاً. فأمنا ساره حينما رأت أسماعيل أبن جاهر المصرية يلعب مع أسحاق أبنها فخوفاً من أن الأول يعلم الثاني عوائد رديئةً قالت لرجلها أبراهيم أبينا: أخرج هذه الأمة وأبنها: (تكوين ص25ع10) وأنما لم تكتف ساره بأخراج أسماعيل وحده من بيتها، بل أرادت أخراج أمه أيضاً معه. لتأملها أن أسماعيل لو كان يخرج هو وحده خارجاً وتبقى أمه في البيت فمن المعلوم أنه لكان يستمر يتردد هو الى هناك ليشاهد أمه، وهكذا لما كان يزول سبب العشرة فيما بينه وبين أبنها أسحق، فمثل ذلك الشيطان لا يكتفي بأن يشاهد النفس تطرد عنها يسوع بفعل الخطيئة، بل يريد منها أن تطرد أمه مريم أيضاً بترك العبادة لها، لأنه يخاف من أن الأم بواسطة شفاعتها ترجع الأبن معها الى تلك النفس، وخوفه هذا هو في محله.