تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم ( مت 11: 28 )
أليس في المسيح فرح وسلام وخلاص تام لكل مَنْ يُقبل إليه؟ هلمَّ إذًا أيها الخاطئ ألقِ بنفسك في حضنه. تُب توبة صادقة لا عن خطية واحدة معينة، بل عن جميع الخطايا.
... أيها الخاطئ! أمَا سمعت ما يُقال عن ذلك النوع من الخفافيش الذي يعيش في البلاد الحارة، ويُطلق عليه اسم الخفاش المصَّاص. تأمل ماذا يفعل، فإنه يقف على جسم فريسته ويحرك جناحيه عليه كمروحة فتشعر بالراحة والهدوء، بينما هو يمتص دماءها وهي في سُبات عميق، وهذا هو السلام الكاذب الذي يضعه الشيطان أمامك، بينما هو يقودك إلى الهاوية والدمار ( إر 6: 14 ).
أيها الخاطئ! إذا بقيت في الخطية تذخر لنفسك غضبًا في خزانة ممتلئة ستنفجر دفعة واحدة فتؤدي بك موارد التهلكة، وتُحدرك إلى جهنم، وليس أمامك من مَهَرب.
أيها الخاطئ! لماذا تبقى عبدًا مَبيعًا تحت الخطية، وتتركها تقتات على دمك وأعصابك إلى أن تصبح جثة هامدة لا حِرَاك فيها، ثم تنحدر روحك إلى الأبدية التعيسة؟
لماذا تُلقي بنفسك صيدًا سهلاً للمفاسد، وتستمر في الزيغ والضلال وأنت في غفلة لا تدري أن إبليس مورِّد إلى القبور، إذ يتلف روحك ونفسك وجسدك، وأخيرًا يودي بك إلى جهنم حيث دود لا يموت ونار لا تُطفأ؟
ولماذا تستهويك الخطية ومرارتها مرارة الأفسنتين، والشيطان يقدمها لك مُغلَّفة بقطرات الندى والعسل، حتى إذا ارتشفتها تُسكِرَك ثم تستيقظ فإذا أنت في دوامة مريرة؟
هيا اهجر الخطية التي ترزح تحتها، لا تغرنك وهي تتهادى في ثياب برّاقة، فالشيطان يتخفى وراءها، ولا يلبث حتى يصوِّب سهامه ويُصيب منك مقتلاً، واعلم أنها في إغرائها أشبه بما فعلته «ياعيل امرأة حابر القيني» وهي تقدم وَطَب اللبن إلى «سيسرا». حتى إذا آنس إليها أخذ يعب من اللبن ثم نام، وبينما هو متثقل في النوم سارعت إليه ودقت الوتد في صدغه وأردته قتيلاً (قض4).
أيها الخاطئ! ها يسوع، حَمَل الله الوديع، يناديك مع جميع الخطاة قائلاً: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم». وها الفرصة مؤاتية، فاغتنمها واقبل إليه حال