يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْمًا
السلام نادر ٌ الآن في العالم وغير موجود . بلاد الدنيا جميعها مغطاة بغلالة من الدم ، والانسان يعيش في خوف ٍ وخطر وتهديد بالموت . ويتمسك باوهام حكامه او تدخل المؤسسات الدولية ، وليس للانسان رجاء في اي انسان ، الرجاء وحده في الله ، في وعوده ِ وعهوده ، في عنايته ورعايته ، في محبته واهتمامه . يقول الله في سفر هوشع " وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْدًا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ وَدَبَّابَاتِ الأَرْضِ، وَأَكْسِرُ الْقَوْسَ وَالسَّيْفَ وَالْحَرْبَ مِنَ الأَرْضِ، وَأَجْعَلُهُمْ يَضْطَجِعُونَ آمِنِينَ." ( هوشع 2 : 18 ) في هذا وحده املنا في السلام ورجائنا في الامان . في كلام الله ووعوده في قدرة الله وسلطانه . في ذلك اليوم ، اليوم الذي يحدده هو يُصبح الحيوان المفترس اليفا والنسر الكاسر يمامة . تحول الحية السامة نابها بعيدا ً والوحش القاتل مخلبه . ينكسر القوس ، ينام السيف ، يصمت المدفع . يختفي الخوف ، يتراجع الحقد ، يجف الدمع . ويزحف الانسان الى حضن الراحة ، ويغمض عينيه ويرقد هادئا ً متلحفا ً بامان ، وينام في عمق لأنه " يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْمًا. " ( مزمور 127 : 2 ) ويربض ، يربض في هناء " فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي " ( مزمور 23 : 2 ) إن رأيت العالم يغلي حولك ويفور ، وعلت اصوات الحروب وسال الدم كالبحور ، وارتفعت النيران وزأرت المدافع وهبطت القنابل حولك وانتشرت الكراهية وساد الشر وامتلأ الجو بغيوم ٍ سوداء . ارفع رأسك اليه وتمسك بوعده لك واطلب عونه وترجى تدخله وانتظر خلاصه فيهوي بيده ِ على اعداء السلام يحطمهم ، ويفتح راحته لك يحملك في كفه ، فتنام سالما ً ، تضطجع آمنا ً في عناية الله وسلام الله .