رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مشكلة عدم أكله مع الآخرين كانت دار الأسقفية قبل رسامته أشبه بدار ضيافة، يستقبل فيها الأساقفة والكهنة مع عظماء الشعب ووجهائه بولائم باهظة التكاليف، لكن يوحنا المحب للفقراء منع مثل هذه الولائم لتنفق تكاليفها على إخوة المسيح، أما هو فكان يأكل مرة واحدة في اليوم بمفرده. وقد أثار ذلك زوبعة عنيفة بين رجال الإكليروس، وشغل هذا الأمر اهتمام المؤرخين القدامى، وحاول كل منهم أن يجد تبريرًا للموقف. فرأى البعض في تعب معدته الشديد علة لهذا التصرف، إذ كان محتاجًا إلى أنواع زهيدة من الطعام لا يليق تقديمها للآخرين، ورأى البعض في نسكه علة لهذا التصرف، وآخرون عللوه بانهماكه في الشئون الرعوية وعبادته الخاصة(51). على أي الأحوال فقد أتعب نسك القديس يوحنا نفسية الكثيرين من الإكليروس، ففي الوقت الذي فيه جذب نسكه شعب القسطنطينية أحس الإكليروس أنه بهذا يفضحهم ويكشف ترفههم. ولعل سر تعب البعض منهم أن توقف الولائم بالأسقفية قد حرمهم من اللقاءات المتكررة مع عظماء الدولة ورجال البلاط وأصحاب السلطة، كما أغلق عليهم باب التردد المستمر على البلاط. لهذا كله هاج بعض رجال الإكليروس واتهموه في عدم أكله مع الآخرين بالكبرياء والاعتداد بالذات، كما أعلنوا أنه ما يليق بالأسقفية أن توقف الولائم، ففي هذه واجبات الضيافة والكرم! |
|