وهكذا يقول القديس أوغوسطينوس: أن مريم البتول بأعطائها رضاها بتجسد كلمة الله الأزلي في مستودعها، فبواسطة إيمانها قد فتحت للبشر أبواب الملكوت: وريكاردوس اذ يتكلم عن قول الرسول الإلهي: فأن الرجل الغير المؤمن يتقدس بالأمرأة المؤمنة: (قرنتيه أولى ص7ع14): يقول عن البتول مريم: هذه هي الأمرأة المؤمنة التي بها تقدس الرجل الغير المؤمن آدم وكل ذريته: ولأجل أمانة هذه العذراء الكلية القداسة قد أعطيت هي الطوبى من القديسة أليصابات القائلة لها: فطوبى لتلك التي آمنت ليكون لها ما كلمت به من قبل الرب: (لوقا ص1ع45) ويضيف الى ذلك القديس أوغوسطينوس بقوله: أن مريم قد حصلت على أعظم طوبى بأقتبالها الإيمان بما بشرها به زعيم الملائكة بسر التجسد، من الطوبى الذي هي حصلت عليه بأقتبالها المسيح متجسداً في أحشائها