كان للرسول بولس وجهة نظر لقد كانت لديه تجربة جسدية معيَّنة سمح الله أن تُبتلى بها حياته، وصفها بأنها شوكة في الجسد. ولقد تضرع الرسول ثلاث مرات إلى الرب بهذا الشأن لكي يُفارقه ذلك العائق، ولكن الله لم يستجب لطلبته، وهو الذي كان يشفي الآخرين! ولكنه أظهر له أن القوة الإلهية تُكمَل فقط في الضعف البشري، وهذا فقط ما أراح الرسول بولس، فلم نقرأ أنه تذمّر يومًا، أو ندب حظه، أو تذرع بضعفه كمبرر لكي يشتكي همه. بالعكس، لقد استخدم الرب الشوكة لإنجاح عمل الرب من خلال إبقاء الرسول بولس متواضعًا، لأن خدمة المسيح الناجحة تعتمد كثيرًا على خادم ضعيف. وبقدر ما يكون هذا الخادم ضعيفًا، ترافق قوة المسيح كرازته. ومن هنا، عوضًا عن التذمر والاعتراض من جراء الشوكة، أخذ يفتخر بالحري في ضعفاته. إنه الآن يريد أن يجثو على ركبتيه ويشكر الله لأجل تلك الضعفات. إنه يحتملها بكل شكر وسرور ما دام ذلك يؤول إلى حصوله على قوة المسيح (2كورنثوس12: 7-10). وما أعظم هذا الدرس! إذ أن الطبع المتذمر قد يُعكّر صفو رؤيتنا الروحية، ولكن الإيمان والرجاء بالرب، خلال وضع مثل ذلك، قد يكشفان آفاقًا واسعة أمام المؤمن. وقد لا ننال نجاتنا من ضيقاتنا، ولكن بالرغم من ذلك لنا السلام عينه الذي عبَّر عنه الرسول بولس. ونستطيع - بفضل القوة التي يمنحها الله لنا - أن نُردد مع “ستيفنسن”: “إن صفًا من زجاجات الأدوية لا يستطيع أن يحجب الأفق الذي أمامنا”!