سَاعَة الله التي حدّدها الله بنفسه وعاشها يسوع طِبقًا لمشيئة الآب. وإذ جاء ليتمّم هذه المشيئة، فهو يَقبل هذه السَّاعَة بإرادته وبحرِّية، برغم الاضِّطراب الذي يستحوذ عليه من جرّائها، كما جاء في صلاة يسوع في بستان الجسمانيَّة "الآنَ نَفْسي مُضَّطَرِبة، فماذا أَقول؟ يا أَبَتِ نَجِّني مِن تِلكَ السَّاعَة. وما أَتَيتُ إِلَّا لِتلكَ السَّاعَة" (يوحنّا 12: 27). الساعة، إذن، هي تلك السَّاعة التي يكشف فيها يسوع، بقبوله المجَّاني للموت، وهي محبة الله الآب للإنسان. في هذه الساعة المظلمة والمأساوية لن يتوارى فيها الآب ويترك الابن وحده ليواجه آلام الموت، بل لقد كان الآب حاضرًا في حياة الابن، كما صرّح يسوع "وقَد عَلِمتُ أَنَّكَ تَستَجيبُ لي دائِماً أَبَداً" (يوحنا 11: 42). إن محبة الآب ترافق الابن في ساعته دون أن يتخلى عنه.