رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عزرا والإصلاح العظيم الذى قام به كان أثر الكتاب بالغا وعميقاً فى حياة الشعب ، وعندما التفوا حول منبر عزرا يفسر لهم كلمة اللّه ، يقول نحميا فى الأصحاح الثامن من سفره : « اجتمع كل الشعب كرجل واحد إلى الساحة التى أمام الباب وقالوا لعزرا » .. " نخ 8 : 1 " كانت رغبتهم قوية إلى الدرجة أنهم استمروا من الصباح إلى نصف النهار يستمعون « دون ضجر أو ملل ، وقد بدا احترامهم للكلمة فى وقوفهم عندما فتح عزرا السفر ، وفى سجودهم للرب عند صلاته . وقد تأثروا إلى درجة الدموع إذ بكوا حين سمعوا كلام الشريعة ، ثم ذهبوا يعملوا بما سمعوا .. وفى الحقيقة إن القياس الصحيح لتأثير الكلمة الإلهية ، ليس فى مجرد ما يسكب الإنسان من دموع ، قد تكون وقتية ، مهما كانت غزارتها ، وكثرتها ، ... بل فيما تترك من أثر فى حياة الإنسان وسلوكه ، ... عندما وعظ بولس فى أفسس « كان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع . وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين ألفاً من الفضة » .. " أع 19 : 18 ، 19 " أو ما يقرب من عشرة آلاف جنيه بعملتنا الحالية ، ... لقد كانت الكلمة الإلهية أقوى وأفعل من كل سحر شيطانى ، ... وعندما وعظ سافونا رولا فى فلورسنا أثر وعظه فى الكثيرين من الرجال والنساء والفنانين والموسيقيين ، فأحضروا من الصور والزينات والتحف كل ما وجدوه غير لائق بالحياة المسيحية الصحيحة ، وجعلوها أكواماً فى ميدان القديس مرقس وأحرقوها ، ... وقد سبقت الإشارة فى بعض الدراسات إلى الأثر البعيد العميق الذى أحدثه يوحنا ويسلى فى القرن الثامن عشر فى إنجلترا ، عندما هوت الحياة الأدبية والروحية إلى الحضيص ، ونادى الرجل بإنجيل المسيح وهو ينتقل من مكان إلى مكان ما بين الشوارع والأزقة ، والمدن والقرى ، والمصانع والمناجم ، يعظ يومياً ما بين عظتين وخمس عظات ، وكان اللّه معه ، ففعل مالا تفعله قوات العالم مجتمعة معاً ، ... وقد كانت كلمة اللّه حية وفعالة عندما نادى بها عزرا ، وليس أدل على هذا من انفصال الكثيرين من القادة والشعب عن الزوجات الوثنيات اللواتى تزوجوا منهن ، ... والحرص على تقديس يوم السبت والامتناع عن التعامل والبيع والشراء مما كان سارياً فى ذلك الوقت ، والأخذ بالحياة المقدسة ، والحرص على التدقيق فى مراعاة الفرائض، والطاعة للشريعة الإلهية !! ... وقد فعلوا هذا كله بالدخول فى العهد المقدس مع اللّه!! . لقد أدرك الجميع ما قاله دكتور تشارلس رينولدز براون : « إن النجاة أو الدفاع عن مدينة أورشليم لا يتحقق بمجرد بناء سورها فالقرميد والملاط والقلاع والشرفات ، قد تحقق دفاعاً جزئياً .. ، غير أن أعدى أعداء أية مدينة ليس خارجها ، بل داخلها ، إذ أن أقوى دفاع فى حياة المدينة ، ليس ما هو مادى ، بل ما هو أدبى وروحى ، فإن لم يحرس الرب المدينة بالمبادئ العظيمة والمثل النبيلة المستقرة فى عقول وقلوب مواطنيها ، فباطلا يتعب الحارس الذي يحرس أسوارها » ... « ومن ثم فإن الانتباه الأعظم ينبغى أن يتحول من أسوار المدينة إلى قلوب الناس الذين يسكنون فيها ، إذ يلزم أن تتحول الأفكار إلى السبل الروحية التى يستطيع بها خادم اللّه إنهاض الحياة الروحية وتقويتها فى نفوس الناس ، وهو يفتح الكتاب أما مهم معلماً إياهم شريعة اللّه السماوية بفهم وبيان » ... ومن المهم أن تختم هنا بما ذكره نحميا فى الأصحاح الثامن من جواب الشعب على الكلمة الإلهية إذ ردد بعمق وسجود : آمين آمين !! ... والكلمة « آمين » من أكثر الكلمات شيوعاً وترديداً على لسان المؤمنين دون أن يدركوا على الأغلب عمقها وكنهها والكلمة فى أصلها العبرانى تعنى « ليكن هكذا » !! ... فعندما نرددها فى صلاة أو ترنيمة أو بركة ، نحن نقصد أن نقول فى الختام .. ليكن هكذا يارب ، فإذا ردد المؤمنون معاً « آمين » ، فإنها تبدو ، كما كان المسيحيون القدامى يعتقدون ، كالرعد الهارى أو موج البحر الذي يصفق على الصخور !! ... وقد كان هناك تقليد عند الربيين اليهود أطلقوا عليه : « آمين اليتيم » ... ويقولون إن هذه الآمين ، هى التى يقولها الناس بدون وعى أو فهم أو تأمل ، ... وأن من يقولها يموت ويصبح أولاده يتامى !! .. . وعلى العكس من ذلك ، إذا نطقها إنسان بكل هيبة ووقار وحرص وإيمان، فإن أبواب الفردوس ستفتح أمامه !! ... ولا شبهة فى أن المجتمعين حول عزرا ، هدر صوتهم كالرعد القاصف وهم يقطعون العهد مع اللّه فى صيحة قوية « آمين آمين » .. وعبر بهم الرجل برزخ الضياع والتقهقر والتعاسة والردة ، إلى الحياة المباركة االتى خرجت من سبى أقسى من السبى البابلى ، سبى الخطية والإثم والشر !! .. ليتك أيها الخاطئ ، فرداً كنت أو بيتاً أو شباً أو كنيسة ، تفعل هذا لتفلت من السبى القاسى الرهيب آمين آمين !! .. |
|