رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النفى الخامس والأخير للبابا أثناسيوس الرسولى
فى فبراير من عام 364 م مات الأمبراطور جوفيان وأصبح فالنتيان أمبراطوراً , وكان فالنتيان من مؤيدى قوانين المجمع النيقوى , ولكنه قام بتعيين فالنس الأريوسى الميول إمبراطوراً فى الشرق . وأصدر إمبراطور شرق الإمبراطورية الرومانية (البيزنطية) فالنس أمراً إلى المقدونيين أتباع الهرطقة الأريوسية بإقامة مجمع يضعوا قانون للإيمان طبقاً للهرطقة الأريوسية ويجمع فئاتها المتشرزمة وأفكارها المختلفة ، وكان يظن أنه يستطيع أن يوحد صفوف الأريوسيين مع أكاكيوس وإفدوكسيوس بعد الإنقسامات التى حدثت بينهم وبدأوا يتفككون . ثم ذهب إلى أنطاكية ليطمئن على حدود البلاد بعد معاهدة الصلح مع الفرس التى حدثت بعد مقتل الإمبراطور يوليان والتى عقدها الإمبراطور جوفيان معهم ، وأثناء وجوده فى أنطاكية بدأ يضطهد أصحاب عقيدة نيقية - فنفى ميليتس وكل أتباعه - وكل من رفض الشركة مع إيوزوبوس ، ولم يكتفى بذلك ولكنه أخرجهم من كنائسهم وعاقبهم وسلبهم أموالهم ، وأمر بإغراق بعض منهم فى نهر الأورونتس (3) أمـــــر بالنفى لخامس مرة ( 5 مـــايو 265 م - 1 فبراير 366 م ) لم يكد البابا اثناسيوس يجلس على كرسية يلتقط أنفاسه ويدبر شئون الكنيسة المصرية وأمور شعبة حتى فوجئ بأمر الأمبراطور فالنز أو فالنس بنفى كل الأساقفة الذين نفاهم الإمبراطور قسطنطينوس وأعادهم الأمبراطور يوليانوس ثم نفاهم وأعاده الأمبراطور جوفيانى , حتى أمر إمبراطور شرق الإمبراطورية الرومانية (البيزنطية) فالنس الأريوسى فى منشور أرسله للأسكندرية أن جميع الأساقفة الذى نفاهم يوليانوس يعودوا إلى منفاهم ، وعند عدم التنفيذ يقبض عليهم وأن يدفعوا غرامة ثقيلة وبالطبع كان الإمبراطور يقصد حامى الأيمان البابا أثناسيوس الذى بلغ من العمر 67 سنة ولكن لم يرضى الشعب المصرى بهذا الأمر فهب غاضباً ، وأمام كثافة الجماهير وإصرارهم وعدهم الحاكم برفع مظلمة سريعة للإمبراطور (4) وأرخت بتاريخ 8 مايو 365م وفى يوم 5 أكتوبر وصل أمر إمبراطورى سرى كعادة دنيئة تظهر سلوك رخيص للحكومات العاجزة ، وهجمت فرقة كاملة من الحرس على كنيسة القديس ديونوسيوس ليلاً بحثاً عن البابا اثناسيوس ، ولكن لم يكن الصيد الثمين موجوداًُ فقد أحس البابا رائحة غدر الصيادين فغادر الإسكندرية فى تلك الليلة بدون أن يشيع ذلك فى المدينة وإلتجأ إلى بيت ريفى له على النهر " النهر الجديد " (5) ولكن ذكر سقراط المؤرخ أنه إختبأ أربعة أشهر فى مقبرة أبيه (6) ويقول إن هذا " النهر الجديد" يفصل الإسكندرية عن ضواحيها فى الغرب ( ربما هو ترعة المحمودية الان ) ولم يحتمل الشعب هذا الظلم والإستبداد ، فقامت فى الخريف ثورة فى كل الشرق وإشتركت الإسكندرية فى الثورة ولم تستطع قوات الإمبراطور أن تتصدى لها وأصبحت المدينة فى خطر . عودة البابا أثناسيوس لكرسيه وفى 1 فبراير 7 أمشير 366م وقف براسيداس مسجل الإمبراطور على المنصة وأعلن للشعب عودة البابا أثناسيوس !! وذهب براسيداس بنفسه مع قوة من رجال الإدارة إلى ضاحية الإسكندرية وأحضروا أثناسيوس بكل كرامة حتى كنيسة ديونيسيوس (6) المــــــــــــــــــــــــــــــراجع (1) كتاب جقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 326 وما بعدها (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى ص 79 - 80 (3) Socrates IV, II (4) Hist. Aceph. X, followed by Sozom. IV, 12. (5) Ibid, First Index. (6) Socrates IV,13. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
النفي الخامس للبابا أثناسيوس الرسولي |
النفي الرابع للبابا أثناسيوس الرسولي |
النفي الثالث للبابا أثناسيوس الرسولي |
النفي الثاني للبابا أثناسيوس الرسولي |
النفي الأول للبابا أثناسيوس الرسولي |