«تواضروس» يهزم «فلول» الكنيسة.. أزاح الأنبا بيشوى من سكرتارية المجمع المقدس بعد احتكار 27 عاما..

[Mary Naeem]

«تواضروس» يهزم «فلول» الكنيسة.. أزاح الأنبا بيشوى من سكرتارية المجمع المقدس بعد احتكار 27 عاما.. وأعاد هيكلة معهد الدراسات القبطية.. والحرس القديم يتهمه بموالاة الفاتيكان

في ضوء النظم السياسية في مصر وغيرها يشاع مثل سياسي بأن لكل نظام معارضين، ولكن داخل الكنيسة الأمر يختلف حتى يصبح لكل «بابا محاربوه.. وأيضًا له محبوه».

ومنذ اعتلاء البابا تواضروس الثاني السدة المرقسية، وهناك من يحاول إعاقة مسيرته داخل الخدمة الكنسية، وثورته الإصلاحية التي يقودها لبناء الكنيسة من الداخل، وترتيب الأوراق ووضع النقاط فوق الحروف لتوضيح الكلمات ومعاني الخدمة التي يرأسها من خلال قيادته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وبعد أن جاء البابا تواضروس بسكرتير جديد للمجمع المقدس داخل الكنيسة، وهو الأنبا روفائيل أسقف كنائس وسط البلد، بعد أن كان ساجيًا عليه الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري طيلة 27 عامًا الماضية في عهد البابا المتنيح شنودة الثالث، والذي تجاوز المدة المحددة لمنصب سكرتير المجمع.

وأعاد البابا تواضروس هيكلة معهد الدراسات القبطية، وتعيين عميد له بعد أن كان يتولى الأنبا بيشوي إدارة ذاك المعهد، وتقليص دور«بيشوى» كرئيس لقسم اللاهوت بالمعهد، وذلك عقب تصريحات البابا الأولى بأن الكنيسة تحتاج دماءً جديدة لاتساع الخدمة، ورعاية أبنائها.

مما جعل أساقفة «الحرس القديم» يخشون تهميش دورهم بعد أن كانوا مسيطرين على مقاليد الأمور داخل أروقة الكنيسة، ودشنوا جبهة داخل المجمع المقدس ضمت عددًا من الحرس القدم بقيادة سكرتير المجمع المقدس السابق الذي توارى عن الأنظار بعد تقليص دوره.

وعلى الرغم من خلاف الحرس القديم مع بعضهم البعض من قبل فإنه جمعهم هدف واحد هو كيفية الحفاظ على البقاء في المشهد.

وأبرم الحرس القديم اتفاقًا على مناهضة مسيرة إصلاح البابا في كل شيء، واستغلوا بعض الأمور لتحويلها وتصديرها للشعب بشكل مغلوط، مثل قيام البابا برسامة الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار وهو أحد تلاميذ الأب متي المسكين الذي كان البابا الراحل على خلاف معه، وقيامهم بتصدير صورة من خلال رجالهم من الكهنة إلى الشعب بأن البابا تواضروس يتبع الفكر «المسكيني» مستغلين الخلاف الذي كان بين الأب متي المسكين والبابا الراحل شنودة الثالث لإثارة بلبلة حول البابا الحالي، لانشغاله عنهم في أمور أخرى.

كما روَّج الحرس القديم أن البابا تواضروس سوف يسافر للفاتيكان للاعتراف بمعمودية الأقباط الكاثوليك، لدى الكنيسة الأرثوذكسية، واستغلوا بعض الشباب المشبث بالفكر الأرثوذكسي لمناهضة البابا، وهذا ما دفع الكنيسة لإصدار بيان عن المكتب الإعلامي ينفي سفر البابا للفاتيكان، مؤكدين خلو أجندته من أي سفر إلى حضرة الفاتيكان.

وعلى الرغم من كل الشائعات والمناهضات التي قادها الجناح القديم فإن البابا تواضروس ظل في سعيه بمسيرة الإصلاح على قدم وساق، وفي باكورة تلك المسيرة تدشين مجلس كنائس مصر الذي يضم الكنائس الخمس «الأرثوذكسية، والكاثوليكية، والروم الأرثوذكس، والإنجيلية، والأسقفية»، في فبراير الماضي، والذي حاول عدد من الأجنحة القديمة تعطيله إلا أن البابا أكد أن روح المحبة تجمع الكنائس مع الحفاظ على خصوصية كل كنيسة.

وفي ضوء سعي البابا للإصلاح قام بمشاركة المجمع المقدس في وضع لوائح تنظيمية لمجلس الكنائس والتي تنظم تكوين مجالس الكنائس وآلية تشكيله، واختصاصاته وكذلك مساءلته في حال الإخلال باللائحة مما يضبط العمل داخل كل كنيسة وفقًا لمعايير ونصوص تلك اللائحة، وليس هذا فحسب فوضع لائحة للكهنة أيضا تضم شروط الترشح لسلك الكهنوت، وواجبات الكاهن والأحكام العامة وإلزام الكاهن بها.

وفي السياق ذاته قام البابا تواضروس بسيامة العديد من الأساقفة لضمهم إلى المجمع المقدس نظرًا لاتساع الخدمة واهتمامه بها، إلى جانب إحداث نوع من التوازن بين الحرس القديم وأعضاء المجمع الإصلاحيين من أجل بناء الكنيسة في شكل عصري.