أربع صفات أساسية فى البابا الجديد
تابعت الحوارات المختلفة التى أجراها «تواضروس الثانى» البابا الجديد رقم 118 للكنيسة المصرية، وقد أدلى قداسته بأحاديث عدة إلي الصحف والفضائيات، ومنها استخلصت أربع صفات أساسية فى رأس الكنيسة القادم من محافظة البحيرة، وستلاحظ حضرتكم أن كل صفتين مرتبطان ببعضهما البعض لا تنفصل إحداهما عن الأخرى.
وأول صفة الانفتاح على الآخرين والرغبة فى الحوار، فهو إنسان «عشرى» بالتعبير العامى، وكان هذا واضحًا فى خدمته بالكنيسة قبل توليه المنصب وبعده أيضًا حيث كان بإمكانه الاعتذار عن الإدلاء بأى حديث حتي يتم تنصيبه، ثم يبتعد عن الإعلام فلا يتحدث إلا بحذر، لكن البابا الجديد فعل عكس ذلك فهو قد تحدث مع الجميع.
والصفة الثانية المرتبطة بالأولى أنه شخص محافظ، فلا تتوقع منه أن يحدث ثورة بالكنيسة، واكتشفت ذلك فى نظرته إلى الطلاق فلا يحدث إلا لعلة الزنا، ولذلك تراه رافضًا بقوة لما يسمى أقباط 38 الذين يصرون علي أن يكون طلاقهم أكثرهم سعة ومرونة، مستندين إلى القانون الصادر فى تلك السنة ـ 1938 ـ وفيها سبعة أسباب للطلاق.. وهكذا نجد البابا الجديد «تواضروس الثانى» إنسانًا منفتحًا ومحافظًا فى ذات الوقت.
وانتقل إلي القسم الثانى من الصفات الأربع حيث تجد البابا الجديد حاملاً لهموم الاقباط ومشاكلهم، ومطالبا بقوة بحقوقهم، خاصة حق المساواة وبناء الكنائس، والتصدى بحزم للحوادث الطائفية التي تجعل الأقباط فى حالة خوف وافتقاد شعورهم بالأمان، فأعتقد أنه سيكون فى قلب الحياة السياسية ببلادنا دفاعًا عن ابنائه، وهذه هى صفته الثالثة وهو فى ذلك لن يعتمد علي شخصيته «الكاريزيمية» كما كان فى عهد سلفه بل على قوة الكنيسة ذاتها، ولذلك قال إن أول ما سيقوم به بعد تنصيبه تنظيم «البيت من الداخل» بحد تعبيره.
والصفة الرابعة ترتبط بالثالثة برباط وثيق، فالمطالبة بحقوق الأقباط والدفاع عنهم لا يعنى أبدًا أنه رجل إثارة! بل يؤكد دومًا أنه جاء من أجل السلام والمحبة والحوار، ولن يسمح بأى تطاول علي الدولة وقياداتها مع الحرص الكامل علي الابتعاد عن العنف، وأكد أن مهمة الكنيسة الأولى روحية ومهمته أن ينهض بها فى جميع مجالاتها ويتحاور مع الجيل الجديد، وليس فى مشاغبة الدولة بحجة الدفاع عن الأقباط، فهذا الأمر لا يتحقق «بلى ذراع» الحكومة بل بالمحبة والحوار.
ومن تلك الصفات الأربع يكتشف المصريون أن البابا تواضروس الثانى جاء فى وقته تمامًا، فكل صفة عبارة عن «فرملة» للصفة التي تسبقها وتنظيم لها كما لاحظت حضرتك، وياريت الدولة تتواصل معه منذ الآن.
وقد لفت نظرى أن الرئيس محمد مرسى اكتفى بإرسال برقية تهنئة، مع اننى توقعت منه أن يتصل به باعتباره رئيسًا لكل المصريين. وياريت الرئيس يفعل ذلك خلال الأيام القليلة القادمة وقبل حفل تنصيبه وأراهن أن حضرة القارئ يوافقنى ذلك.
بوابة الوفد الاليكترونية