رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القيامة القيامة حولت أنظار الناس إلي أمجاد العالم الآخر، فتصاغرت في أعينهم المتع الزائلة في هذا العالم الفاني. ومن فرط تفكيرهم في غير المنظور، ازدادوا بالمحسوسات والمرئيات. وأصبحوا كما قال الكتاب "غير ناظرين إلي الأشياء التي تري، بل إلي التي لا تري. لأن التي تري وقتية، وأما التي لا تري فأبدية" (2 كو 4: 18). ولو لم تكن القيامة، لتهالك الناس علي هذه الحياة الرضية، وغرقوا في شهواتها.. كالأبيقوريين الذين كان يقولون "لنأكل ونشرب، لأننا غدًا نموت" (1 كو 15: 32). أما الذين يؤمنون بالقيامة ويستعدون لها، فإنهم يضبطون أنفسهم حسنًا. ويدخلون في تداريب روحية لتقويم ذواتهم. ولا ينقادون وراء الجسد ولا المادة. بل يحيون بالروح بأسلوب روحي، ويقمعون أجسادهم وحواسهم وأعصابهم. حب الأبدية جعل الأبرار يشتاقون إلي شيء أكبر من العالم وأسمي.. كل ما في العالم لا يشبعهم، لأن في داخلهم اشتياقًا إلي السماء. وإلي النعيم الروحي الذي يسمو علي الحس. ويرتفع فوق كل رغبة أرضية.. لذلك نظر القديسون إلي الأرض كمكان غربة، واعتبروا أنفسهم غرباء ههنا، يشتاقون إلي وطن سماوي، إلي حياة أخري، من نوع آخر. روحاني نوراني سمائي.. ما لم تره عين.. اشتاقوا إلي العالم الآخر الذي كله قداسة وطهارة وروحانية، وسلام وحب ونقاء.. حيث الله يملأ القلوب. فلا تبقي فيها شهوة لشيء آخر غيره.. |
|