لعل أكثر ما سوف يميَز يوم الدينونة هو أنه سيكون يوم مفاجآت، إذ يُفاجأ الحشد الضخم بكثير من العظماء وأصحاب الأسماء والنفوذ والسلطان في شتي المجالات، يتهاوون في لحظة بينما يرتفع المتضعون من المنبوذين والمرذولين والمحتقرين والمهَمشين والذين في الظل، وسيتضح كيف أن الكثيرين قد نالوا أجرهم واستوفوا خيراتهم وهم ما يزالون في العالم، وأن الوقت قد حان لإكرام أولئك الذين عاشوا مظلومين وماتوا مظلومين ولم يسمع لهم أحد "وَلكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ" (مت 19: 30). إن الفجوة ما بين الغني ولعازر ما تزال موجودة حتى بعد الموت كما كانت في هذه الحياة ولكن الفرق هو أنه لا يمكن الآن تخطيها بأي حال، بل إن الذي كان بالأمس محتقرًا مرذولًا ومتروكًا، آن له أن يجلس في رأس الوليمة (حضن إبراهيم)