منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 10 - 2014, 05:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

شفى يسوع رجلاً أعمى في بيت صيدا
شفى يسوع رجلاً أعمى في بيت صيدا


نصّ الإنجيل

وصَلَ يسوع مع تلاميذِهِ إلى بيتَ صيدا، فجاؤوهُ بأعمى، وسألوهُ أنْ يَضَعَ يَدَهُ عليهِ. فأخَذَ بيدِ الأعمى، وقادَهُ إلى خارِجِ القَرية، ثُمَّ تَفَلَ في عينَيْه، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عليهِ وسألَهُ: " أَتُبْصِرُ شيئاً ؟


" فأَخَذَ يُبْصِرُ وقال : " أُبْصِرُ الناسَ وأراهُم يمشون كأنَّهُم أشجار ". فوَضَعَ يدَيْهِ مرَّةً أُخرى على عينَيْه، فأَبْصَرَ وعادَ صَحيحاً يرى كلَّ شيءٍ عَن بُعد. فأرسَلَهُ إلى بَيتِهِ وقالَ لَهُ : " لا تَدخُلِ القَرْيَة ". (مرقس 8/22-26)

صنع يسوع هذه المعجزة على مرحلتين

أمسك يسوع يد الأعمى وأخرجه إلى البرّية، وأعاد إليه البصر، لا فوراً ولا كاملاً، بل على مرحلتين متتابعتين.

ففي المرحلة الأولى وضع على عينَيْه بعض ريقه ثمّ بسط يديه على رأسه وسأله: " أتبصر ؟ " فأجاب الأعمى أُبصر الناس يمشون كأنّهم أشجار ". كانت رؤيَتُهُ للناس غامِضَةً حتّى إنّهُ لم يُمَيّز الناس مِنَ الأشجار.

وانتَقَلَ يسوع إلى المرحلة الثانية فبسط يدَيْه على عينَيْه مرّةً أخرى، فعاد إليه البصر كاملاً، ورأى الناس بوضوحٍ تامّ. لقد تعمّد يسوع سلوك هاتين المرحلتين ليصف بهما حالة تلاميذه وحالة المسيحي الخاطئ.

شفى يسوع رجلاً أعمى في بيت صيدا

مرّت رؤية التلاميذ ليسوع بمرحلتين

1- ففي المرحلة الأولى كانت رؤيتهم له رؤيةً غامضة، على مثال الأعمى الذي كان يرى الناسَ يمشون كأنّهم أشجار. إنّ?هم لم يعرفوه معرفةً حقيقيّة، ولم يدركوا بعقولهم هدفَ مجيئهِ إلى العالم ولا عَمله الخلاصي، ولم يفهموا بقلوبهم فهماً صحيحاً عقليّته الروحانيّة.وإليكم بعض أمثال عن رؤيتهم الغامضة ليسوع:

- لمّا كانوا يعيشون معه شاهدوه يشفي المرضى، ويقيم الموتى، ويفتح عيون العميان، ويشدّد عضلات المقعدين، ويُخرج الشياطين، ويُطعم الجياع، ويهدّئ عاصفة المياه. وكانت معجزاته كثيرةً جدّاً لم يأتِ بمثلها ولا بعدَدِها واحد من الأنبياء الذين جاءوا قبله. ومع ذلك فإنّهم لم يُدركوا أنّه ابنُ الله، وأنّ سلطته الإلهيّة لا حدود لها. وهذا ما حملهم على أن يتساءلوا في ما بينهم عندما هدّأ العاصفة : " مَنْ هذا حتّى تُطيعَهُ الرياحُ والبحر ". (متى 8/27)

- وسمعوه يبشّر الناس بملكوت الله، ويدعو السامعين إلى التوبة وقبول هذا الملكوت الروحي. ومع ذلك فقد رأوه مسيحاً سياسيّاً جاء ليطرد الرومانيّين المستعمرين ويؤسّس لإسرائيل دولةً مجيدة. إنّ هذه الرؤية المغلوطة لعمل يسوع وتبشيره بالإنجيل دفعت التلميذَيْن الأخوين، يعقوب ويوحنَّا، إلى أن يطلبا منه أن يجلس أحدهما إلى يمينه والآخر إلى يساره في مجد مملكته. وهذا ما أثار غضب التلاميذ العشرة الآخرين عليهما لأنّهم اعتبروا طلبهما تعّدياً على حقوقهم في توزيع المناصب الوزاريّة في الدولة العتيدة.

(مرقس 10/35-45)

- وظهرت رؤيتهم الغامضة لمّا استسلموا إلى الجدال مرّتين في من هو الأعظم بينهم، ولم يفهموا عقليّة يسوع التي تدعوهم إلى ممارسة التفاهم والتواضع والمحبّة الأخويّة. (مرقس 9/34 ولوقا 22/24)

- وتبيّنت رؤيتهم الغامضة لـه لمّا رأوه حيّاً واقفاً بينهم بعدما قام من بين الأموات، ومع ذلك شكّوا في حقيقة قيامته.

(متّى 28/17)

- وكان غموض رؤيتهم لـه كثيفاً عندما عادوا للمرّة الثانية يسألونه عن الزمن الذي يُعيد فيه المُلك إلى إسرائيل بينما كانوا يرتقون معه جبلَ الزيتون، قبل أن يصعد إلى السماء بفترةٍ وجيزةٍ.

(أعمال الرسل 1/6)

في هذه المرحلة الأولى التي دامت طَوال حياة يسوع التبشيريّة، أيْ مدَّة ثلاث سنوات، كانوا يرون يسوع كما كان الأعمى يرى الناس في المرحلة الأولى من شفائه. وإذا أردنا أن نصف طبيعة رؤية التلاميذ ليسوع في هذه المرحلة الأولى قلنا إنّهم كانوا أنصاف عميان.

2- وكما انتقل الأعمى إلى الرؤية الواضحة للناس بعدما وضع يسوع يديه عليه للمرّة الثانية، هكذا انتقل التلاميذ إلى رؤية يسوع الواضحة بعدما أرسل إليهم روحه القدّوس يَومَ العنصرة، ففتح عقولهم وقلوبهم وعرفوا أنّ يسوع مسيحٌ وربّ (أعمال 2/36) وأعلنوا للملأ ، بأقوالهم ورسائلهم، أنّه ابنُ الله قد أتى إلى العالم لينشر ملكوت الله ويضُمَّ إلى هذا الملكوت جميعَ شعوب الأرض.

شفى يسوع رجلاً أعمى في بيت صيدا

يمرّ المسيحي الخاطئ بمرحلتين

وكما مرّ الأعمى بمرحلتين ليتمكّن من رؤية نور الدنيا رؤيةً واضحة، فكذلك يمرّ المسيحي الخاطئ بمرحلتين ليتمكّن من رؤية نور الإيمان رؤيةً سليمة.

1- ففي المرحلة الأولى عندما يرتكب الخطيئة لا يرى بوضوح سموَّ جلال الله، وعظمةَ ابنه يسوع، وسوءَ مصيره الأبدي، والأذى الروحي الذي يُحدثُهُ لأعضاء الكنيسة . فيكون كالأعمى الذي لم يرَ الناس إلاّ كأشجار تمشي.

إنّ هذه المرحلة الأولى التي يعيشها المسيحي الخاطئ تاعسة للغاية. فإذا امتدّت طويلاً وضعته على حافّة هوّة الهلاك الأبدي، وجعلته يَحيدُ عن الهدف الذي خُلق لأجله على الأرض، وهو تمجيد الله والتمتّع بالسعادة الأبديّة.

2- وكما احتاج الأعمى إلى بسط يَدَيْ يسوع عليه مرّةً ثانية، ليتمكّن من رؤية نور الدنيا رؤيةً جليّة، هكذا يحتاج الخاطئ إلى نعمة يسوع المُضيئة ليتمكّن من رؤية نور الإيمان رؤيةً صحيحة.

إنّ رؤية نور الإيمان الصحيحة هي المرحلة الثانية التي يعيشها المسيحي التائب، فيرى بوضوح، بفضل أشعّة نعمة يسوع الساطعة، شناعةَ الإثم الذي ارتكبه، وقباحة نكران الجميل لمواهبِ الله ونِعَمِ يسوع الفادي، ويشعُرُ بالخطر المخيف الذي كان يزجّ نفسه فيه فيتوب من ذنوبه ويقرّر سلوك الحياة الفاضلة.

وكما احتاج الأعمى إلى التلاميذ لكي يقودوه إلى يسوع، هكذا يحتاج المسيحي الخاطئ إلى الكنيسة لتقوده إلى يسوع ويحصل على شفائه الروحي.

فالكنيسة هي الوساطة الخيّرة بينه وبين يسوع. وهذه الوساطة تمكّنه من أن يتمتّع بنور النعمة الذي يضيء له جمال الحياة الإلهيّة التي فقدها بارتكاب الخطيئة.

قال يسوع للأعمى : ادخلْ بيتك ولا تعدْ إلى القرية

يقول يسوع للمسيحي التائب : " أمّا الآن وقد فُتِحَتْ عيناك ورأيتَ بوضوحٍ نورَ الإيمان وقباحةَ الخطيئة، ورجعتَ إلى الله تائباً، وغُفِرتْ لك آثامُك، فادخلْ بيتَك وصلِّ بخشوع، ولا تعُد إلى المجتمع الذي كان يدفعك إلى ارتكاب الذنوب ".

يسوع يعلم أنّ تأثير المجتمع الفاسد يُفسد أنقى الناس وأطهرهم. ولذلك فإنّه ينصح للخاطئ التائب بأن يدخُلَ بيته ولا يرجع إلى مجتمعه القبيح الذي جرّه إلى الخطيئة، كما نصح للأعمى الذي شُفي بأن يدخُلَ بيته ولا يعود إلى قريته.

إنّ هذه النصيحة قد ذكرها بولس الرسول في كثيرٍ من رسائله فقال: "إنّ العُشرةَ الرديئةَ تُفسِدُ الأخلاقَ السليمة".

(1 قورنتس 15/33)



التطبيق العملي

1- الخطيئة ظلامٌ روحي كعمى العينَيْن. إنّ الأعمى يتألّم من عيشه في الظلام. أمّا الخاطئ فلا يشعر بأنّه يعيش في الظلام، بل يقضي سنواتٍ كثيرة من حياته غير مبالٍ بالعَتَمة الروحيّة التي تُحدق به.فيا أيّها المسيحي، لا تَسْتَسلمْ إلى عمى الخطيئة الذي يؤدّي بكَ إلى أن تنحدر يوماً بعد يوم، انحداراً متواصِلاً، حتّى تهبط في نهاية حياتك الهبوط الرهيب، وهو الهلاك الأبدي.

2- لقد رأى الأعمى بعد شفائه جمال حياة الدنيا ونور الشمس المتلألئة فأضحى سعيداً. فنحن قد أعدّنا الله لنرى بعد هذه الحياة نور وجهه الإلهي المتلألئ في السماء مدى الأبديّة. إنّ رؤية هذا الجمال تجعلنا سعداء.إلاّ انّها لا تُعطى إلاّ لِمَنْ جاهدوا في الحياة الجهاد الروحيّ الحسن، على مثال القدّيسين الأبرار.

3- متى شعرتَ بظلام الخطيئة اطلبْ من الكنيسة أن تقودكَ إلى يسوع ليبسطَ عليك يدَيْه الإلهيتَيْن، فتنتقلُ بوساطة سرَّيْ التوبة والقربان الأقدس من المرحلة المظلمة إلى المرحلة المتلألئة بنور الإيمان والمحبّة. إنّ هذه المرحلة المستنيرة تُضيءُ قلبكَ وتُنشئ فيه الرغبة في العيش مع يسوع نورِ العالم وبهجةِ القلوب النقيّة.

<H1 class=rtecenter>
<H1 class=rtecenter>




</H1>
</H1>
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
‏عندما تجعل يسوع سيدا لحياتك
شفاء أعمى فى بيت صيدا (ع22-26)
شفى يسوع رجلاً ممسوساً أعمى وأخرس
شفى يسوع رجلاً مقعداً في كفرناحوم
شفى يسوع رجلاً أبرص


الساعة الآن 06:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024