العدد 1- 2:
الآيات (1،2): "احمد الرب بكل قلبي. احدث بجميع عجائبك. افرح وابتهج بك أرنم لاسمك أيها العلي."
صلاة شكر لأجل الانتصار على عدو، وأولاد الله لا يكفون عن شكره عن كل أعمال محبته، فهم أدركوا محبته وعنايته وحكمته حتى في الآلام التي تحل بهم لذلك تصلي الكنيسة شاكرة الله على كل حال.. بكل قلبي= فمن يحب الله من كل قلبه سيشكره من كل قلبه أي بكل همة ونشاط. ومن يتأمل في أعمال الله معه سيجد أعماله كلها عجيبة وكل اليوم وكلها بحكمة تصنع. وإذا فهمنا أن المزمور يتحدث عن الخلاص الذي تم بالصليب. أفرح وابتهج بك= من يفرح بالعالم يفرح بشيء فانٍ سينتهي وربما يفرح اليوم وينتهي الفرح في الغد، أما من يفرح بالله ففرحه دائم كامل أبدي.
العدد 3:
آية (3): "عند رجوع أعدائي إلى خلف يسقطون ويهلكون من قدام وجهك."
رجوع الأعداء لخلف حدث مع داود حينما سقط عدوه جليات. وحدثت حينما أتى اليهود للقبض على المسيح وقال لهم أنا هو فسقطوا، وحدثت في اندحار إبليس حينما حاول أن يجرب المسيح على الجبل وحدثت في معركة الصليب وتحدث في حياة كل منا حين يغلب المسيح إبليس فينا (رؤ2:6). فالمسيح هو قائد مسيرتنا (راجع3:18-6).
العدد 4- 9:
الآيات (4-9): "لأنك أقمت حقي ودعواي. جلست على الكرسي قاضيا عادلا. انتهرت الأمم. أهلكت الشرير. محوت اسمهم إلى الدهر والأبد. العدو تم خرابه إلى الأبد. وهدمت مدنا. باد ذكره نفسه أما الرب فإلى الدهر يجلس. ثبّت للقضاء كرسيه. وهو يقضي للمسكونة بالعدل. يدين الشعوب بالاستقامة. ويكون الرب ملجأ للمنسحق. ملجأ في أزمنة الضيق."
جلست على الكرسي قاضياً عادلاً= بعد صعود المسيح جلس عن يمين الآب والابن أعطِىَ له الدينونة (يو22:5). وحين يأتي على السحاب سيدين الأحياء والأموات. بل هو يجلس أيضاً كملك في قلوب محبيه ويدين الخطية فيهم أي ينزعها من داخلهم إذ ملكوه عليهم فينزع الكرسي الذي امتلكه إبليس في قلوبهم ويجلس هو عليه. انتهرت الأمم= بالنسبة لداود فالأمم هي الأمم الوثنية التي حاربته. ونفهم الأمم بالنسبة لنا أنها الخطايا والشرور، فحينما يملك المسيح ينتهر خطايانا ويبكتنا عليها فلا شركة للنور مع الظلمة. أهلكت الشرير= طالما بصيغة المفرد فهذا يشير لإبليس محوت اسمهم إلى الأبد= بعد الصليب لم يعد للشيطان قوة ولا سلطان لمن يتبع المسيح. هدمت مدنهم= المدن عادة محصنة، وهكذا كان إبليس ولكن المسيح هدم كل قوته ومَنَعَتَهَ. فصار يسهل على كل المؤمنين هزيمته باسم المسيح وإشارة الصليب. وصار الله ملجأ لنا. ملجأ للمنسحق= كل متواضع يعرف ضعفه ويلجأ للمسيح يحتمي فيه، يغلب إبليس.
العدد 10:
آية (10): "ويتكل عليك العارفون اسمك. لأنك لم تترك طالبيك يا رب."
العارفون اسمك= اسم الله يعني شخصيته وقوته، ومن يختبرها يلجأ إليه وحده.
العدد 11:
آية (11): "رنموا للرب الساكن في صهيون. اخبروا بين الشعوب بأفعاله."
من يعرف أعمال الرب عليه أن يسبحه على محبته، وبتسبحته يخبر الآخرين ويكرز بها.
العدد 12- 20:
الآيات (12-20): "لأنه مطالب بالدماء. ذكرهم. لم ينس صراخ المساكين. ارحمني يا رب. انظر مذلتي من مبغضيّ يا رافعي من أبواب الموت. لكي احدث بكل تسابيحك في أبواب ابنة صهيون مبتهجا بخلاصك. تورطت الأمم في الحفرة التي عملوها. في الشبكة التي أخفوها انتشبت أرجلهم. معروف هو الرب. قضاء أمضى. الشرير يعلق بعمل يديه. ضرب الأوتار. سلاه. الأشرار يرجعون إلى الهاوية. كل الأمم الناسين الله. لأنه لا ينسى المسكين إلى الأبد. رجاء البائسين لا يخيب إلى الدهر. قم يا رب. لا يعتزّ الإنسان. لتحاكم الأمم قدامك. يا رب اجعل عليهم رعبا. ليعلم الأمم انهم بشر. سلاه."
نرى فيها انتقام الله من الأشرار، ورحمته وخلاصه للمساكين. مطالب بالدماء ربما تشير لأعداء داود القتلة ولكنها تشير لإبليس الذي أهلك الإنسان (يو44:8). والله سيطالب الأشرار بكل دم سفكوه للشهداء (تك10:4). أنظر مذلتي من مبغضي= فإبليس يثيرنا بالشهوة وإذ سقطنا يذلنا. يا رافعي من أبواب الموت= المسيح خلصنا من موت الخطية. ومن تحرر يسبح= لكي أحدث بكل تسابيحك في أبواب ابنة صهيون= الكنيسة. معروف هو الرب= عدالته معروفة وستظهر حين يدين الأشرار ويكافئ الأبرار. وعندما يصل المرتل في آية (16) لعقاب الله للشرير يقول ملحوظة.. ضرب الأوتار. وأصل الكلمة هيجايَّون وقد تترجم بوقفة موسيقية أو وقفة خشوعية للتأمل فيما قيل.
وفي (20) أنهم بشر= أي يعلم المؤمنين أنهم ضعفاء وأنك أنت الإله القوي وحدك