لقد أذهل المسيحيون الأوائل العالم بصلابتهم أمام الموت. نتساءل لماذا؟ الجواب لأنهم كانوا يعيشون تلمذتهم ليسوع المسيح كما يرتضي يسوع المسيح وكانوا واثقين أنَّهُ هو الذي يشجعهم على هذه المواقف التي يقف الكثيرون أمامها غير مصدِّقين ما يقرأون أو ما يسمعون. فكيف سيصّدقون أن تلميذ أحد الآباء أمره بإحضار الضبعة على أنها عجلة فأحضرها له، وهم في كل حياتهم عندهم كلمات الرفض والعنف والشك تجاه الآخرين والأنانية المتجذِّرة في توجهاتهم وهذه كلها ضد القداسة وقاطعة لطريق القداسة. كيف يصدِّقون ما يروى عن القديسين صدقاً حقيقياً وهم يشتهون أن يعيشوا مثلهم ولكنهم لا يتجرأون.
لا يقول الكتاب في من يفتح مدناً في الحروب شيئاً ولكن الكتاب يمدح الذي يضبط ذاته، قائلاً عنه، إنَّ من يضبط ذاته أفضل ممن يفتح مدينة..