رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السهر يقوم قبل كل شيء على البقاء في حالة يقظة وحذر، والتأهّب والاستعداد لاستقبال الرب. ويظهر نوح كمثال السهر والتيقظ. لقد عاش نوح طيلة حياته متوقعا دينونة الله، بعكس معاصريه الساهين اللاهين "فكَما كانَ النَّاسُ، في الأَيَّام التي تَقَدَّمَتِ الطُّوفان، يَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَتزَّوجونَ ويُزَوِّجونَ بَناتِهِم، إلى يَومَ دخَلَ نوحٌ السَّفينَة، وما كانوا يَتَوَقَّعونَ شَيئاً، حتَّى جاءَ الطُّوفانُ فجَرَفهم أَجمَعين، فكذلكَ يَكونُ مَجيءُ ابنِ الإِنسان" (متى 24: 37-39). وهكذا ينبغي على المؤمن أن يسهر، فإنّ السهر من متطلبات الإيمان بيوم مجي الرب، خاصة أنَّ مجيئه سيكون فجائياً، شأن مجيء العريس (لوقا 12: 37) ومثل السارق في الليل (لوقا 12: 39) ومثل السيد الذي يعود أثناء الليل دون إشعار سابق لخًدَمِه (مرقس 13: 35-36). ويعلق الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن" يا لها من صحوة ضميرٍ مدوّية وخطيرة لنا حين ندرك أنّ الربّ نفسه فد حذّرنا من هذا الخطر بالتحديد، خطر أن يترك تلاميذه يُحيدون أنظارهم عنه لأيّ سبب كان. لقد أعطاهم مسبقًا سلاحًا لمواجهة كلّ الاضطرابات، وكلّ مغريات هذا العالم، وحذّرهم من أنّ العالم لن يكون حاضرًا عند مجيئه الثاني؛ لقد رجاهم بحنان ألاّ يتحالفوا مع هذا العالم" (عظة عن السهر، PPS، الجزء 4، العظة رقم 22) |
|