|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كشف يسوع على الصَّليب شدَّة حُبِّه وطابعه الدَّرامي بطريقة حاسمة. فكان يجب أن يتألم (لوقا 9: 22) لكي يسطع ببهاء طاعته للآب (فيلبي 2: 8) ومحبته لخاصته: "كانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم إلى أَقْصى حُدودِه" (يوحنا 13: 1). واحتمل آلام الصَّليب بملء حريته، كما صرّح: "إنّني أَبذِلُ نفسي بِرِضايَ" (يوحنا 10: 18). وكما احتمل صمت الله الظَّاهري، كما يظهر من صرخته على الصَّليب "إِلهي، إِلهي، لِماذا تَرَكْتني؟" (متى 27: 46)، وقاسى العزلة الإنسانيَّة المطلقة، كما يؤكد مرقس الإنجيلي "تَركوهُ كُلُّهم وهَرَبوا"(مرقس 14: 50). ورغم ذلك كله؟ نراه يصفح ويفتح قلبه للجميع "يا أَبَتِ اغفِرْ لَهم، لِأَنَّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون" (لوقا 23: 34) وهكذا وصل يسوع إلى هذه اللحظة الحاسمة، لحظة الحُبّ الأعظم "لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه" (يوحنا 15:13). وفي هذه اللحظة أعطى يسوع ذاته لله "يا أَبَتِ، في يَدَيكَ أَجعَلُ رُوحي!" (لوقا 23: 46)، ولجميع النَّاس بدون استثناء، كما جاء في الكتاب المقدس "جادَ بِنَفْسِه فِدًى لِجَميعِ النَّاس" (1 طيموتاوس 2: 5). وتضفي المَحَبَّة على عمل يسوع وعلى آلامه بوجه خاص كل معناها "أُعْطيكم وَصِيَّةً جَديدَة: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا. كما أَحبَبتُكم أَحِبُّوا أَنتُم أَيضًا بَعَضُكم بَعْضًا. 35 إذا أَحَبَّ بَعضُكُم بَعضًا عَرَف النَّاسُ جَميعًا أَنَّكُم تَلاميذي)"(يوحنا 13: 34-35). وما الأحداث الفِصْحيَّة إلاّ تعبير نهائي لتلك المَحَبَّة المخلِّصة. |
|