العودة إلى الناصرة:
19فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ 20قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ،لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ، انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».وهو هنا بيصر الملاك أنه ينسب الصبى للعذراء ,وننتبه للآية( لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى ) هو مين اللى كان بيطلب هلاك الصبى هو كان واحد ,لكن الملاك هنا جمعها ,وهى نفس الكلمة التى قيلت لموسى فى الخروج 4: 19 19وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي مِدْيَانَ: «اذْهَبِ ارْجِعْ إِلَى مِصْرَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ جَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ». أنتم عارفين أن موسى كان هربان من فرعون وكان مستخبى فى أرض مديان ,وهنا نفس المعنى اللى أتقال ليوسف وكما رأينا فرعون اللى بيقتل الأطفال وبيرميهم فى النهر وكان بيطلب شخص موسى علشان يقتله ,نفس الوضع مع هيرودس اللى قتل الأطفال لأنه كان بيطلب شخص المسيح ,وهنا القديس متى عايز يربط فى ذهن اليهود اللى بيكتب لهم الأنجيل بحاجتين بين أرسالية موسى للخلاص وبين أرسالية المسيح كمخلص وبين عمل الشيطان اللى عايز يهدم هذا الخلاص ومش عايز يظهره أو يعلنه مثل ما كان فرعون عاوز يقتل موسى ومثل ما كان هيرودس عايز يموت المسيح ,لكن عايز يقول أن فى أرسالية للخلاص ,مثل ما كانت مصر رمز للعبودية وفرعون هو ملكها رمز للشيطان أيضا المسيح جاز هذا لأن هيرودس أيضا كان يرمز للشيطان اللى عايز يحطم خلاص الأنسان ,وهو هنا عايز يقول أن لا أحد يستطيع أن يعطل خلاص ربنا بالرغم من كمية الأطفال اللى موتهم هيرودس وبالرغم من الأحتياطات اللى أخذها لكن ظلت أرسالية الخلاص موجودة ومعلنة لأن الله يريد أن يخلص ولا يستطيع الأنسان أنه يعطل خلاص الأنسان ,حتى لما موسى أحب أن يخرج الشعب قال الله لفرعون أطلق أسرائيل أبنى البكر وجعل أسم أسرائيل أبنه البكر ,أطلقه ليعبدونى أطلقه ليعيدوا لى فى البرية ,وكان نفس الوضع المسيح اللى كان من خلاله الخلاص كان لا يمكن لأى أحد أن يعطل عمل هذا الخلاص والمسيح صار بكر بين أخوة كثيرين ولذلك النبوة اللى قالت من مصر دعوت أبنى كان مقصود بها دعوت أسرائيل ابنى أوأخرجته وكان مقصود بيها رمز للمسيح الذى ايضا يدعى أن يخرج أيضا من أرض مصر فهو رمز للخلاص المقبول اللى صنعه المسيح واعطانا من خلاله الحرية ,وعاد يوسف إلى أرض أسرائيل ولما سمع أن أبن هيرودس أرخيلاوس يملك على اليهودية لأنه لما مات هيرودس الكبير أتقسمت مملكته لثلاثة أجزاء وأخذها ثلاث أولاد من أولاده 1- أرخيلاوس ملك على اليهودية وهى المنطقة الجنوبية اللى فيها أورشليم وكان دموى مثل أبوه وأنتقاما علشان ابوه ليعلن الحزن عليه قام بذبح 5000 واحد من اليهود فى اليوم اللى ملك فيه 2- هيرودس التانى اللى كان فى أيام يوحنا المعمدان أخذ منطقة الجليل اللى هى المنطقة الشمالية 3- فيلبس وأخذ دائرة الأردن ناحية الشرق ,ولما سمع يوسف النجار أن أرخيلاوس بهذا العنف أوحى له لكى يذهب الى الجليل عند هيرودس الثانى أخو أرخيلاوس وسكن فى مدينة يقال لها ناصرة ,فى الأصل كان يوسف النجار والعذراء مريم من الناصرة وهم رجعوا لبلدهم الأصلية وعلشان نفهم الوضع تعالوا نعرف شوية حقائق ,أولا اليهودية اللى تحت كان فيها أورشليم اللى كان فيها الهيكل وكان ساكنين فيها سبط يهوذا أو اليهود والجليل فوق فى الشمال وكان فى الوسط بينهما كانت السامرة وهم أصلا كانوا من شعب أسرائيل لكن أنفصلوا عنهم لما انقسمت المملكة إلى مملكتين واحدة فى الشمال وهى مملكة أسرائيل ومنهم أهل السامرة وواحدة فى الجنوب وهى مملكة يهوذا التى تتكون من الجليل فى الشمال ومن اليهودية فى الجنوب ,ولذلك لكون الجليل بعيد عن أورشليم وكان صعب أنهم يمروا من السامرة لأن بين الأثنين أى اليهود والسامريين عداء ,فكانت معرفة ربنا فيه مضمحلة وكان أهل اليهودية دائما يستهرأوا بالجليليين ,وهذا نلاحظه من حديث فيلبس ونثنائيل لما قال له فيلبس وجدنا المسيا فى الناصرة فقال له على الفور أمن الناصرة يخرج شىء صالح !,ومش معقول لأن الناصرة معروفة أنهم شعب عايش فى الظلمة ولو رحنا لأشعياء النبى نشوف قد أيه الظلمة اللى كانت موجودة فى الجليل 9: 1- 3 1 وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. 2اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلالِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ.يعنى الجليل كانت كلها ظلام لكن رأت نور عظيم بعد أن كانوا عايشين فى ظلمة الخطية وكان النور هو السيد المسيح اللى سكن فى الجليل وكانت الناصرة أحقر مدن الجليل ,الحقيقة شخص السيد المسيح هذا عجيب جدا مش فقط أكتفى أنه يتولد فى مزود لكن عاش معظم حياته فى أحقر مدن العالم ,وكان ممكن يختار أورشليم ليسكن فيها وهى مدينة الملك العظيم ولكن راح وسكن فى الناصرة لكى ما يدعى ناصريا ,التى تعنى شتيمة بلغة العهد القديم لكنه قبل الشتيمة وقبل أنه يروح ويقعد فى وسط الناس اللى عايشين فى الظلمة أو الجالسين فى ظلال الموت لأجل أن يشرق عليهم نور عظيم ولذلك أختار أغلب تلاميذه من منطقة الجليل ,ونلاحظ أن القديس متى بيقول لكى يتم ما قيل بالأنبياء وهو هنا بيجمعها ولم يقل بالنبى القائل أنه سيدعى ناصريا ,والحقيقة لو ذهبنا نبحث عن الأنبياء اللى قالت كدة لن نجد حاجة صريحة قالت كده ,ولكن كلمة ناصريا معناها بالعبرية نضر وهى تعنى غصن صغير ومن هنا جائت تسمية المسيح بالغصن ,ومن هذا المنطلق نشوف بعض الشواهد أولا: فى أشعياء 11: 1- 2 1 وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ 2وَيَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبّ. والغصن هو المسيح و من أصوله اللى هو داود ,ثانيا: فى أرميا 23: 5- 6 5«هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ. 6فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِناً وَهَذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا. وهى آية واضحة جدا على شخص المسيح ,ولكن اللى قال بوضوح أكثر من كده زكريا النبى ثالثا: فى زكريا3: 8 8فَاسْمَعْ يَا يَهُوشَعُ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ أَنْتَ وَرُفَقَاؤُكَ الْجَالِسُونَ أَمَامَكَ (لأَنَّهُمْ رِجَالُ آيَةٍ) لأَنِّي هَئَنَذَا آتِي بِعَبْدِي «الْغُصْنِ». ومين اللى أخذ لقب عبد ولقب غصن هو السيد المسيح ,رابعا: زكريا6: 12 12وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هُوَذَا الرَّجُلُ «الْغُصْنُ» اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ. يعنى هو اللى سيبنى الهيكل وقال لهم كده هدوا هذا الهيكل وأنا أقيمة فى ثلاث أيام ولذلك جمع متى وقال ما قيل بالأنبياء أنه سيدعى ناصريا ,ونفس الكلمة بتطلق علينا ,وأحنا أسمنا نصارى التى هى من ناصرى ,ونفس الكلمة المسيح قالها لنا فى يوحنا 15: 1- 5 1 «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ.2كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ.3أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. 4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.5أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً. يعنى كل نضر فيا ولذلك كل واحد فينا أخذ لقب الغصن = نضر= ناصرى ,كل غصن فيا لا يأتى بثمر يقطعه وكل ما يأتى بثمر ينقيه لكى يأتى بثمر أكثر ,ولذلك أحنا أخذنا نفس اللقب ,وكانت النبوات كلها بتشير إلى الغصن وكما رأينا القديس متى بيركز على أن يطابق نبوات العهد القديم بكل اللى تم فى شخص المسيح وقد فهمنا لماذا كان لازم ييجى إلى مصر ومش علشان يعلمنا الهروب من الشر ولكن لكى يكون آخذا صورة عبد ,وقد مر بكل الظروف اللى أنا مريت بيها ولذلك يستطيع أن يكون مدبر يرعانى مش من قصره العاجى ولا من مكتبه العالى ولكن بواسطة مشاركته ليا (فى كل ضيقهم تضايق الرب ,تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين),وبعدين معلمنا لوقا بيذكر لينا سنوات صبا المسيح.