تكلَّم الله مع أيوب، وهو لم يأتِ ليتحاجج مع أيوب، أو ليعطيه جوابًا عن أسئلته، كلا، بل أخرجه إلى الطبيعة الواسعة ليعرف منها كيف يكون الجواب (أي38-41).
فأيوب، وهو يرى خليقة الله التي تحوي السماء والنجوم والبحار والوحوش، هل له القدرة والسلطان على تسييرها وضبطها وفق النظام الدقيق العظيم الذي تسير به؟ لقد أدرك أيوب أن الحياة مفعمة بالأسرار، وأن الإنسان، مهما يبلغ من معرفة وفهم، ستأتي عليه اللحظات التي يقف فيها عاجزًا عن الفهم أمام الجلال الإلهي.
كان على أيوب أن يعرف حجمه الحقيقي أمام الله، وأنه مجرد حفنة من التراب والرماد.