![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نفسية الطفل
![]() عزيزتي.. يجب معرفة نفسية الأطفال بشكل صحيح لأنها بالطبع تختلف عن نفسية الكبار، وهذا ما يجعل الكبار يجدون صعوبة في فهم نفسية الأطفال في السنوات الأولى من العمر وتفسير رغباتهم واتجاهاتهم وإجاباتهم، فينتهي بهم الأمر إلى عدم الفهم ويصدرون أحكاماً غير منطقية على الأطفال. يكمن أساس الاختلاف بين الأطفال والكبار في اعتبار الطفل نفسه محور الكون وفي عدم نضوجه الكافي الذي يسمح له بتفهم الأمور تفهماً صحيحاً وفي طريقة تفكيره. ففي العام الأول من العمر لا يدرك الطفل أن الأشياء من حوله لها وجود مستقل، فهو لم يصل إلى المرحلة التي تسمى مرحلة ثبات الذات، وبالتالي فهو لا ينظر إلى الأشياء والأشخاص إلا من خلال الدور الذي يلعبونه أمامه من ناحية إشباع رغباته. فهذه الأشياء إما تتسبب في شعوره بالحرمان أو أن تشبع رغباته، فغياب الأم والمرض ومولد طفل آخر تعتبر كلّ منها بالنسبة له خسائر حقيقية. وقبل أن يفهم الطفل أهمية العلاقات الاجتماعية يعتبر زملاء اللعب مجرد أشياء يزهر من خلالهم وإن كان في الظاهر يبدو مندمجاً في النشاط الجماعي، وهذا ما يفسر المشاجرات التي تنشأ بين الأطفال. وهذا ينطبق على فهم الأطفال للعلاقات الجنسية التي يفسرونها على أنها أفعال من شأنها أن تؤدي إلى الخلق. ويحدث أن بعض الأطفال حينما يتلقون تفسيرات عن الولادة أنهم يتخيلون أوضاعاً تتحول في ذهنهم إلى حقيقة كأن يؤمن بالولادة بفتح البطن أو غيرها. إنّ الطفل لا يختلف عن الإنسان البدائي في طريقة التفكير، فهو لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال كما في الأحلام، وهذا هو الشكل الأول للتفكير إذ تبدأ مرحلة التعقل حين تستند إلى البراهين ويعتمد في اختباراته على العاطفة فإذا أجبر على اتباع غذاء معين في المرض فهو يفسّر ذلك بأنه حرمان يعاني منه بقلق شديد ولا يدرك بأنّ هذا لصالحه إلا إذا بلغ الخامسة من العمر. هناك أيضاً عدم تقدير الطفل للوقت فعالم الإغراءات له وجود لدى الطفل بصرف النظر عن الوقت الذي يُنفق في تأدية الأعمال ولا يقبل الطفل الانتظار، ومن هنا تأتي السعادة التي يشعر بها أثناء اللعب. وعلى عكس ذلك يشعر بالتعاسة أثناء تغيب أمّه إذ يعتبر هذا هجراً ويعيش لحظاته كأنها لا نهاية لها, والكبار لا يريدون تذكر ذلك فهم يبعدونها عن ذاكرتهم. إنّ تطور الطفل النفسي من بداية السنة الثانية من العمر وحتى الخامسة يتمّ بناء على حافزين الأول هو الميل إلى إشباع رغباته، والثاني هو مواجهة الواقع وتقبله بطريقة سلبية أو محاربته بعنف. فعلى سبيل المثال يهتم الطفل بالكوب لأنه يحب أن يشرب ما فيه ويعتبره ملكاً له. أما إذا كان في الكوب دواء فإنه يرميه على الأرض تعبيراً عن عدائه له. وفي العام الثالث يبلغ التطور مرحلة خاصة إذ يدرك الطفل ذاته ويصبح في استطاعته التعبير عن رأيه بكلمة لا.. فإذا لم يمرّ الطفل بهذه المرحلة سيصعب عليه مواصلة نموّه النفسيّ فمرحلة الرفض هي مرحلة أساسية في نموّه، وهذا يتمّ في مراحل مختلفة وفي أوقات مختلفة أيضاً وتختلف من طفل إلى آخر.. فلو أنّ طفلاً ما اعتاد الأكل بالملعقة بمفرده وبكل جدارة وبعد فترة رفض هذا فإنّ الموقف الجديد هذا لا يُعتبر أنه نسي بل أنه يريد من أمه أن تقوم بتدليله أكثر كما كانت تفعل من قبل. وهذا يظهر أيضاً إذا كان الطفل ينطق بوضوح بعض الجمل أو الكلمات، وعندما يبدأ بالمشي فهو يركز عليه وينسى النطق الصحيح، هذا يعني أنه يركز الآن على الشيء الجديد في حياته. إذاً، عزيزتي، علينا مراعاة أطفالنا لأنّ لهم عالماً خاصاً بهم علينا فهمه والتعامل معه بطريقة تربوية من أجلهم. |
![]() |
|