v الحكمة تعمل في كل شيء؛ إنها ترافق كل ما هو صالح. إذ كيف يمكنها أن تُقَدِّم نصيحة صالحة ما لم يكن معها العدالة أيضًا، حتى تستطيع أن تلتحف بالاستقامة، ولا تخاف الموت، ولا تتراجع بأي إنذار، أو خوف، ولا تظن أنه من الصواب أن تتجنَّب الحق بأي نوع من المداهنة، ولا تتجنَّب النفي، إذ تعلم أن العالم هو وطن الإنسان الحكيم. إنها لا تخشَ العوز، إذ تعلم أن الحكيم لا ينقصه شيء، بل العالم كله بغناه هو له. من هو أعظم من الإنسان الذي يعرف ألا يُثَار عند التفكير في المال، مستخفًا بالغنى ومستهينًا به كمن يتطلَّع من أساس عالٍ على شهوات الناس؟ يحسب الناس أن من يعمل هكذا هو أسمى من أن يكون إنسانًا. قيل: "من هو فنغبطه؟ لأنه يصنع عجائب في حياته" [9]. بالتأكيد يلزم أن يعجب من ذاك الذي يستخفّ الثروات، متطلعًا إلى أن كثيرين يهتمون بها أكثر من اهتمامهم بأمانهم هم أنفسهم.