|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنْتَ رَضَضْتَ رُؤُوسَ لَوِيَاثَانَ. جَعَلْتَهُ طَعَامًا لِلشَعْبِ لأَهْلِ البَرِّيَّةِ [14]. يوضح الأب ثيؤدور كيف يتحرر المعمدون من سلطان إبليس ليدخلوا في ميثاق مع الله كأولاد له، متمتعين بالحرية. وتحدث القديس كيرلس الأورشليمي عن عطية المعمودية كتحريرٍ من سلطان إبليس، الوحش الساكن في أعماق المياه، قائلًا: [جاء في أيوب أنه كان في المياه الوحش الذي "اندفق الأردن في فمه" (أي 40: 23)، وكان يجب تحطيم رؤوسه (مز 74: 14). لهذا نزل (السيد) وربط القوي في المياه حتى ننال فيها القوة، إذ يكون لنا السلطان أن ندوس على الحيات والعقارب (لو 10: 19). كان الوحش عظيمًا ومرعبًا، "لا يقدر إناء سميك أن يحتمل حرشفة واحدة من ذيله" (أي 41: 7 LXX )، ثائرًا ضد كل من يلتقي به. لقد نزل "الحياة" إليه ليلتقي معه فيسد هناك فم الموت، وعندئذ نخلص نحن، قائلين: أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتك يا قبر؟! (1 كو 10: 55). لقد نزعت شوكة الموت بالمعمودية! ها أنتم تدخلون المياه حاملين خطاياكم، وبابتهال النعمة إذ نختم نفوسكم، لا يعود يبتلعكم الوحش المرعب ] يرى العلامة أوريجينوسأن الشعب اليهودي تمتع بثلاثة أنواع من الطعام: الأول عند خروجهم من مصر حيث أخذوا المعاجن وبها العجين في ثيابهم، وذلك للأكل لفترة قصيرة (خر 12: 34). والثاني أمطر عليهم المن اليومي في البرية (مز 74: 14). والثالث حين توقف إنزال المن وبدأوا يأكلون من ثمار أرض الموعد (يش 5: 11-12). الطعام الأول هو التعليم البسيط الذي نتقبله عند خروجنا من عدم الإيمان، وهو طعام مؤقت. والثاني هو دخولنا إلى أعماق الناموس الإلهي، كالمن النازل من السماء. أما الثالث فهو طعامنا حين نرى مسيحنا وجهًا لوجه في الأبدية. هناك نتمتع بما لم تره عين، ولم تسمع به إذن، وما لم يخطر على بال إنسانٍ ما أعده الله للذين يحبونه (1 كو 2: 9). * كان الإنسان يميل إلى أسفل، لا يتغذى إلا بالخطية، وهكذا يصف الروح القدس الخطاة ويتكلم عن غذائهم، وذلك حينما يشير إلى الشيطان قائلًا عنه: "جعلته طعامًا.." (مز 74: 14) فالشيطان هو طعام الخطاة! وإذ ربنا ومخلصنا هو الخبز السماوي، لهذا فهو غذاء القديسين، لهذا قال: "إن لم تأكلوا جسدي وتشربوا دمي.." (يو 6: 53). بينما الشيطان هو غذاء الدنسين، الذين لا يصنعون أعمال النور، بل أعمال الظلمة. ولكي يجذبهم الله، ويردهم عن شرورهم، يوصيهم أن يقتاتوا بالفضيلة، خاصة تواضع العقل، والمسكنة، واحتمال الإهانات، والشكر لله . البابا أثناسيوس الرسولي * تأمرنا الوصية أن نشترك في (الحمل) في بيتٍ واحدٍ فقط، لئلا نظن أن الحمل يُمكن أن يُقدم خارج الكنيسة. واضح من هذا أن اليهود والهراطقة وكل الاجتماعات الخاصة بالتعاليم المنحرفة، إذ لا يأكلون الحمل في الكنيسة، لا يأكلون لحم الحمل، بل لحم التنين. القديس جيروم * نحن نعلم أنك تدبر العالم بسياسة ملوكية يا الله. قبل الدهور وقديمًا صنعت لنا خلاصًا في وسط الأرض، أعني جهارًا وعلانية بين الناس كلها. ذلك عندما يبست البحر الأحمر، وأجزت شعبك، وسحقت رؤوس وقواد المصريين المتمردين مثل تنانين في مياه البحر. وفرعون التنين الكبير رضضت رأسه، أي مُلكه... نقول أن ابن الله هو إله وملك قبل كل الدهور، مساوٍ للآب والروح القدس في الأزلية والجوهر، لما تجسد في ملء الزمان صنع الخلاص لجميع العالم بأورشليم التي يقال أنها وسط الأرض. أيضًا تدعى حياة البشر بحرًا لكون أمورها كثيرة التموج والاضطراب. وقد سكَّن الله أمواجها وملاطمتها بقوة. أما التنانين فهي الأرواح الشريرة والقوات المضادة، ورؤوسها هي رؤساؤهم، أو تكون من رؤوسها السحر والعرافة والعيافة وعبادة الأصنام وما شاكلها. هذه التنانين كانت تقلق وتحرك بحر العالم برؤوسها المذكورة. وقد رضضها ربنا يسوع المسيح بالمياه، أعني عندما اعتمد في الأردن، ومنحنا موهبة الاصطباغ بالمياه. وأما التنين الكبير الذي دبّ ودخل في الفردوس وخدع أجدادنا، فذاك أيضًا رضض رأسه وأماته... الذين بعدما آمنوا اصطبغوا بمياه المعمودية نالوا سلطانًا وقوة أن ينزعوا لحم التنين القديم أي شره، ويرضوا رأسه يبيدوه. الأب أنثيموس الأورشليمي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أَنْتَ رَضَضْتَ رُؤُوسَ لِوِيَاثَانَ جَعَلْتَهُ طَعَامًا لِلشَّعْبِ |
لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهِي” (مزمور 10:143) |
مزمور 116| مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ |
مزمور 76 |أنْتَ مَهُوبٌ، أَنْتَ |
مزمور 76 | أَبْهَى أَنْتَ |