رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هوذا الإنسان قال له بيلاطس ما هو الحق (يو18: 38)فقال لهم بيلاطس هوذا الإنسان (يو19: 5) من بيلاطس تساقطت كلمتان لن يطويهما النسيان، هما ذلك السؤال « ما هو الحق؟ » وهذا التعجب « هوذا الإنسان!! » وكلاهما ينفع جواباً للآخر. فإننا عندما نستقصي باجتهاد سؤال بيلاطس عن ما هو الحق؟ نجده لا يخرج عن كونه سؤالاً عن مَنْ يجعل الله معروفاً لنا؟ أو من يزيح الغموض عن سر هذا الوجود؟ أو من يعلن للإنسان مصيره؟ وهل من جواب على جميع هذه الأسئلة سوى « هوذا الإنسان!! ». إنه أظهر لبني البشر ما ينبغي أن يكونوا عليه. كانت حياته هى المُثلى والكاملة، وعلى منوالها ينبغي أن تتشكل حياة كل بشر. إنه فتح أبواب الأبدية والخلود وأعلن أسرار العالم الآخر. إنه لم يعلن لنا عن الكمال فقط، بل أيضاً أعطانا كيف يمكن أن نصل إلى الحياة الكاملة. فهو ليس فقط رسم جوهر الكمال، بل أيضاً المخلص من الخطية. ومن هنا ينبغي أن تلتفت إليه كل العالمين وتقول « هوذا الإنسان!! ». « هوذا الإنسان!! » إن وجد مكان يصير فيه ربنا يسوع فرح وتعزية شعبه على الوجه الأكمل، يكون هذا المكان هو حيث غاص - له المجد - إلى أعماق الحزن. تطلعوا أيها الخطاة التائبين وانظروا وجه سيدكم المتألم. تأملوا فيه عندما وضع على رأسه إكليل الشوك. تأملوا الإنسان عندما انفصلت كل عظامه، وانسكب كالماء، وإلى تراب الموت قد وضع، لقد تركه الله وأمعن البشر في تعذيبه. تأملوا وانظروا، هل وجد حزن مثل حزنه؟ يا كل المجتازين اقتربوا إليه وتأملوا منظر الحزن العديم المثال، الذي يدهش الناس والملائكة. انظروا إليه فريداً في آلامه المُبرحة. تأملوا فيه أيها الباكون، لأنه إن لم توجد تعزية في المسيح المصلوب، فلا يوجد فرح في الأرض أو السماء. إن لم يوجد رجاء في الفداء الذي بدمه، فلا يوجد فرح في السماء. لكي يقل شعورنا بآلامنا، يجب أن نجلس مدة أطول عند الصليب، ومتى أدركنا آلامه نخجل من ذكر آلامنا. لكي تبرأ جروحنا، علينا أن نتفرس في جراحه. إن أردنا أن نحيا الحياة الصحيحة فلا يكون ذلك إلا بتأملنا في موته. إن أردنا أن تسمو حياتنا، فلا يكون ذلك إلا بتأملنا في اتضاعه وآلامه. |
19 - 06 - 2012, 08:28 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: فقال لهم بيلاطس هوذا الإنسان (يو19: 5)
شكرا على المشاركة الجميلة ربنا يبارك حياتك |
||||
|