|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أقامَ نفسَهُ! «قُدَّامَهُ يَجْثُو كُلُّ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى التُّرَابِ وَمَنْ لَمْ يُحْيِ نَفْسَهُ» ( مز 22: 29 ) «وَتَعَيَّنَ (تبرهن أنه) ابْنَ اللهِ ... بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ» ( رومية 1: 4 ) ما زال الموت في نظر الكثيرين عدوًا مُخيفًا، أمامه تنحني كل الجباه، وتصمت كل الأفواه. لذا سُميَ في الكتاب المقدس «مَلِكِ الأَهْوَالِ» ( أي 18: 14 ). لقد «وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً» ( عب 9: 27 ). ومَن الذي استطاع أن يهزم ذلك الملك الرهيب، العدو الأول للبشرية؟ لا أحد سوى المسيح. وهو لم يكن مجرد إنسان، ولكنه أكثر من ذلك بكثير. وإقامته لنفسه من بين الأموات دلّت على أنه هو «اللهُ (الذي) ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ» ( 1تي 3: 16 ). يقول داود في المزمور: «قُدَّامَهُ يَجْثُو كُلُّ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى التُّرَابِ وَمَنْ لَمْ يُحْيِ نَفْسَهُ» ( مز 22: 29 ). وهي عبارة تنطبق يقينًا على كل بني آدم، فقد يستطيع الإنسان أن يُميت نفسه، لكن أين هو الإنسان الذي يقدر أن يُحيي نفسه؟ لقد صار الحكم على جميع البشر أجرةً للخطية التي ارتكبها آدم في الجنة، فقال له الرب: «لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ» ( تك 3: 19 ). والعجيب أن المسيح نفسه شاركنا في هذا، عندما أتى ليحمل عنا عقوبة الخطية، فيقول في المزمور كحامل الخطايا: «إِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي» ( مز 22: 15 ). ولكن مع أن المسيح شاركنا في الجزء الأول من الآية، وانحدر إلى التراب، ولكن ـــــ لأنه كان مختلفًا عنا ـــــ لم يشاركنا في بقية الآية، إذ إنه أقام نفسه من الأموات. والواقع أن هذا هو مُنتهى العَجَب، فالموت هو عين الضعف البشري، وإقامة الميت من قبره هو عين القوة الإلهية، فكيف يجتمع النقيضان معًا في شخصٍ واحد؟ كيف يجتمع مُنتهى الضعف ومُنتهى القوة في الوقت ذاته؟ كيف يلتقي الضعف البشري مع القوة الإلهية في الشخص نفسه؟ الإجابة: لأن المسيح، مع أنه صار إنسانًا، لكنه لم يكف لحظة عن أن يكون ابن الله الذي ظهر في الجسد. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرب نفسَهُ |
( 1يو 3: 3 ) يُطهِّر نفسَهُ كما هو طاهرٌ |
يسوع نفسُهُ |
«ضاقت نفسُهُ بسبب مشقة إسرائيل» (ع 16) |
قدَّم نفسَهُ |