رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجربة الثالثة
«إن كنتَ ابن الله، فاطرح نفسك من هنا إلى أسفل» التجربة الثالثة التي استخدمها الشيطان هي تجربة ”المجد الباطل“: «اطرح نفسك من هنا إلى أسفل»، كبرهان على ألوهيتك. لكنه لم يستطع أن يجعله يسقط عن طريق المجد الباطل، لكن الرب أصابه هنا في مقتل. وهكذا أجاب الرب: «إنه قيل: لا تُجرِّب الرب إلهك». فإن الرب لا يسعف الذين يجرِّبونه، بل الذين يؤمنون به. ولا يجب علينا بحجة أنه يسبغ علينا رحمته، أن نستعرض هذه القوة. والمسيح نفسه لم يُعطِ آية للذين جرَّبوه: «جيلٌ شرير وفاسق يطلب آية، ولا تُعطَى له آية» (مت 12: 39). وعلى الشيطان المجرِّب أن يسمع نفس الكلام. وهكذا، فُزْنا نحن بالنصرة في المسيح، ورجع بالخزي الذي غَلَبَ آدم قديماً، ووطأنا الشيطان تحت أقدامنا، لأن المسيح الغالب سلَّمنا القوة لنغلب، حينما قال: «ها أنا أُعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيَّات والعقارب وكل قوة العدو» (لو 10: 19). لقد ترك الرب سُكنى المدن، وسَكَنَ البراري. وهناك صام، وتجرَّب من الشيطان. وهناك فاز بالنصرة من أجلنا. وهناك سحق رأس التنين كما قال داود المبارك: «سيوف العدو خابت تماماً، والمدن تهدَّمت» (مز 9: 6)، أي أولئك الذين هم مثل الحصون والمدن. فالمسيح بعد أن ساد على الشيطان، وبعد أن وَضَعَ الإكليل على طبيعة الإنسان - في شخصه المبارك - بالغنائم التي اغتنمها بنصرته عليه؛ عاد إلى الجليل بقوة الروح، وبدأ يُمارس سلطانه وقوته، ويجري العجائب الكثيرة، ويثير دهشة الجميع. لقد أجرى العجائب، لا كأنه نال نعمة الروح من خارجه كما لو كانت موهوبة له مثلما وُهِبَت لجماعة القديسين؛ بل باعتباره بالطبيعة والحق ابن الله الآب، آخذاً ما هو له كميراث خاص له. لأنه قال للآب: «كل ما لي فهو لك، وما هو لك فهو لي، وأنا مُمجَّد فيهم» (يو 17: 10). |
|