|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَجِبُ علَينا، مادامَ النَّهار، أَن نَعمَلَ أَعمالَ الَّذي أَرسَلَني. فاللَّيلُ آتٍ، وفيه لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَعمَل. " أَن نَعمَلَ أَعمالَ الَّذي أَرسَلَني " فتشير إلى أعمال يسوع التي وكّلها الله له بإتمام أعمال الخلاص، وتجلّى نشاط الآب الخلاصي في يسوع من أجل خير جميع البشر، حيث أن يسوع هو السبيل الوحيد إلى الخلاص، كما يؤكد يسوع بقوله "جَميعُ ما هو لي فهو لَكَ، وما هو لَكَ فهو لي" (يوحنا 17: 10)، لأنَّه مهما عمل الآب فهذا يعمله الابن كذلك " جَميعُ ما هو لِلآب فهُو لي" (يوحنا 16: 15). أمَّا عبارة " اللَّيلُ آتٍ" فتشير إلى المستقبل حيث لا يقدر أحد أن يعمل. وليل الشخص قد يعني يوم موته أو خطاياه التي ينغمس فيها بلا توبة، كما جاء في قول صاحب الحكمة "كُلُّ ما تَصِلُ إِلَيه يَدُكَ مِن عَمَل فاْعمَلْه بِقوّتكَ فإِنَّه لا عمل ولا حُسْبانَ ولا عِلمَ ولا حِكمَةَ في مَثْوى الأَمْواتِ الَّذي أَنتَ صائرٌ إِلَيه"(الجامعة 9: 10). وهناك ليل عام وهو يوم الدينونة حين تنتهي فرصة كل إنسان خاطئ َأعْمى من أن يستنير بنور المسيح، أمَّا بولُس الرسول فيدعو الحَياة الحاضرة ليلًا، لأن من يستمر في شره وعدم إيمانه فهو في ظُلمَة "قد تَناهى اللَّيلُ واقتَرَبَ اليَوم. فْلنَخلَعْ أَعمالَ الظَّلام ولْنَلبَسْ سِلاحَ النُّور" (رومة 12: 13). أمَّا عبارة "لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَعمَل" فتشير إلى تشبيه حياة الإِنْسانِ بيوم عمل. ويُعلق القديس أوغسطينوس "يا له من إنسانٍ شقي! عندما كنتَ عائشًا كان وقت للعمل، الآن أنتَ في ليلٍ (ميت)، حيث لا يقدر إنسان أن يعمل". ويوضِّح يُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "لم يقل: "أنا لا أستطيع أن أعمل"، بل " لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَعمَل"، بمعنى أنه لا يعود يوجد إيمان ولا أعمال ولا توبة". |
|