رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شباب تركوا المسيح لن تتخيل ما فعله الكاهن أثناء فترة الصوم الكبير المقدّس علم كاهن الرعيّة أنّ ثلاثة من أبناء الكنيسة عازمون على ترك المسيح والالتزام مع جماعة من الشباب متفلّتة أخلاقيًّا ولا تؤمن بوجود إله. لم تفلح محاولات الكاهن في إقناعهم رغم الإيضاحات الوافية التي قدّمها لهم ورغم التوسّلات الكثيرة التي توسّلها مبيّنًا مدى خطورة هذه الخطوة على مستقبلهم الروحيّ لا بل على مستقبلهم بشكل عامّ. ولكن لمّا وجد الكاهن أنّ هذه الوسائل كلّها لم تجدِ نفعًا، لجأ إلى رفع الصلوات الحارّة إلى الله مُتشفّعًا بالسيّدة العذراء والقدّيسين وتقديم القرابين من أجل هدايتهم وخلاصهم كما طلب من أقرّب المقرّبين إليه أن ينضمّوا إليه في صلاته مذكّرًا إيّاهم بقول الربّ: "إن اتّفق اثنان منكم على الأرض في أيّ شيء يطلبانه فإنّه يكون لهما من قِبَل أبي الذي في السموات" (متّى 18: 19) . ويوم الأحد وأثناء القدّاس الإلهيّ بينما كان يعظ الشعب انفجر الكاهن ببكاء شديد على أولاده المُصرّين على ترك المسيح ومن حرارة الصلوات وغزارة انسكاب دموع الكاهن، لاحظ الحاضرون في الكنيسة أنّ أعمدتها تسيل منها قطرات من الماء وكأنها دموع تشارك الكاهن بكاءه فتأثّر الحاضرون وارتفعت صلواتهم مصحوبة بالبكاء أمام الله ولمّا علم هؤلاء الثلاثة بالأمر الحاصل نُخست قلوبهم وعادوا إلى الكنيسة مُعترفين بخطاياهم. إن أقوى الصلوات والصوم هي التي تُقدّم في ساعة الضيق، وثقوا أنّ الله لا يسمح بضيق فوق الطاقة ولا بدّ أن يتدّخل ولو في آخر لحظة ليُخلّص أولاده فلا تضيّعوا صلواتكم هباء. لا تنسوا في صلواتكم اليوميّة أن تذكروا البعيدين عن الكنيسة، وكلّ من يمرّ في ضيق أيًّا كان نوعه، وكذلك الذين طلبوا منكم الصلاة لأجلهم، فيرحمكم الله ويرحمهم ويُبارككم ويُباركهم. |
|