منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 08 - 2019, 07:01 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,153

إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأطفال متى (3:18)

إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأطفال
فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ(3:18)

‎ ‎يؤكّد السيِّد لطالبي الملكوت التزامهم بالرجوع ليصيروا مثل الأولاد، فيدخلوا ملكوت السموات. إنه ليس تراجعًا إلى ‏الوراء، ‏لكنّه نمو نحو الطفولة المتواضعة البسيطة. فالإنسان خلال خبراته على الأرض
تنتفخ ذاته جدًا، ولا يستطيع ‏الدخول من ‏الباب الضيق
. لهذا يليق به أن يتخلّى عن كل كبرياء
لكي تصغر ذاته جدًا وتُصلب تمامًا،
فيعبر خلال سيّده ‏المصلوب من ‏باب التواضع

، الذي هو الباب الملوكي والمدخل الوحيد للملكوت السماوي‎.‎

بدون التواضع يبقى الإنسان خارجًا،
مهما قدّم من عبادة ونسكيّات لا يمكنه الدخول،
فإنه لا يمكن لقلب متكبّر أن ‏ينعم ‏بالاتّحاد مع ابن الله
المتواضع ليعبّر به وفيه إلى حضن أبيه، لهذا يكمّل السيِّد:
"فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو ‏الأعظم ‏في ملكوت السماوات
" إن كان الكبرياء قد طرد الإنسان من الفردوس
، فلا دخول إليه بغير طريق التواضع‎.‎


يحدّثنا القديس يوحنا الذهبي الفم عن دور التواضع
في تمتّعنا بالحياة الملكوتيّة في هذا العالم وفي الحياة الأخرى
، إذ ‏يقول: ‏‏[لكي ننعم بالراحة هنا وفي الحياة العتيدة
يلزمنا أن نجاهد في غرس أُم كل الصالحات
أي التواضع في نفوسنا. بهذا ‏نستطيع ‏أن نعبر بحر هذه الحياة
بلا أمواج، وننهي رحلتنا إلى ذلك الميناء الهادئ
كما يقول: [ليس شيء مقبولًا لدى الله
مثل ‏أن ‏يحسب الإنسان نفسه آخر الكل،

هذا هو المبدأ الأول للحكمة العمليّة، فإن المتواضع والمجروح
في قلبه لا يحب ‏المجد ‏الباطل، ولا هو بغضوب،
ولا يحسد قريبه، ولا يلجأ إلى أية شهوة
ويقول القدّيس باسيليوس الكبير:
[إننا نقبل ملكوت ‏الله ‏مثل ولد" (لو 18: 17)
إن كنّا نتطلّع إلى تعليم ربّنا كطفل تحت التدريب لا يُعارض معلّميه ولا ينازعهم، وإنما بثقة ‏يتقبّل ‏التعليم في ذهنه وبرغبة في التعلُّم‎.‎
يقول القديس أمبروسيوس:
[لا يقصد هنا تفضيل سنٍ على آخر،
وإلا صار النمو عملًا هدّامًا
. وكنت لا اشتهي البلوغ ‏إلى ‏سن النضوج
مادام يسلبني تعبي في ملكوت السماوات
، ولما سمح الله بالنمو الذي ينمِّي الرذيلة لا الفضيلة،

ولما اختار ‏الرب ‏تلاميذه من الرجال الناضجين
، إنما كان يختارهم من الأطفال...
فالرب لا يُشير بالطفولة إلى سنٍ،
بل إلى المحبّة التي ‏تحمل ‏بساطة الطفولة.
الفضيلة ليست عجزًا عن إتمام الخطيّة لكنها رفض لها،
ومثابرة للعودة إلى طبيعتنا الأولى
وطفولتنا ‏كما ‏يقول: [إن كان الأطفال سرعان ما يتشاجرون معًا،
لكنهم أيضًا سرعان ما يعودون ليجتمعوا معًا بصداقة عظيمة
، إذ هم ‏لا ‏يعرفون السلوك بمكر وخداع
يقول القديس كيرلس الكبير: [ليكن سموِّنا في تواضعنا
، ومجدنا في عدم محبّتنا للمجد،
وليكن اشتياقنا منصبًّا فيما يُسِر ‏الله،
‏واضعين في ذهننا ما يقوله لنا الحكيم: "
إذ تصيرون عظماء تتّضعون بالأكثر
فتجدون نعمة لدى الرب" (ابن سيراخ ‏‏3: ‏‏18).
فإن الله يحتقر المتعجرفين
ويحسب المتكبّرين كأعداء له، لكنّه يكلِّل الودعاء ومتواضعي الذهن بالكرامات‏‎.‎

‎ ‎إن كان السيِّد يشتاق أن ينعم تلاميذه بالرجوع إلى الطفولة
، فيحملون روح التواضع بكونه السمة الملوكيّة التي تسند ‏النفس ‏في عبورها إلى الحياة السماويّة، فإن السيِّد
وهو يتحدّث عن الأطفال يقدّم الطفولة كحاملة لاسمه،
إذ يقول: "ومن قبِلَ ‏ولدًا ‏واحدًا مثل هذا باسمي فقد قبلني‎".‎


لئلا يستنكف أحد من أن يرجع إلى تواضع الطفولة
، يتجلّى السيِّد في حياة الأطفال،
فيحسب من يقبلهم باسمه إنّما يقبله ‏هو.
‏هكذا يرفع السيِّد من الطفولة التي احتقرَتها البشريّة
بكل أجناسها وألسنتها. فإن كان السيِّد قد كرّم الإنسان خلال تأنُّسِهِ
، ‏وكرَّم ‏الفقراء حاسبًا إيّاهم إخوته الأصاغر،
ما يُفعل بهم إنّما يقدَّم لحسابه، هنا يُكرم الطفولة،
من يقبلها باسمه إنّما يقبَله هو. ‏
تُرى ‏من لا يشتهي أن يحمل طبيعة "الطفولة المتواضعة"
الحاملة لاسم المسيّا الملك؟! حقًا لقد قدَّس السيِّد الطفولة
إذ صار ‏طفلًا، ‏ولا يزال يقدّسها إذ يجعل اسمه
محمولًا على أطفاله الصغار؟‎!‎

يقول القديس أمبروسيوس:
[من هو هذا الطفل الذي يليق بتلاميذ المسيح أن يتمثلوا به إلا الذي قال عنه إشعياء: "يُولد ‏لنا ‏ولد ونعطَى ابنًا..." (إش 9: 6)،
هذا الذي قال: "اِحمل صليبك واتبعني" (مت 16: 24). هذا الذي تميّز بأنه "إذ شُتم لم ‏يكن ‏يُشتم عوضًا، وإذ تألّم لم يكن يهدّد" (1 بط 2: 23). هنا الفضيلة الكاملة في الطفولة حيث تحمل الأمور القديمة ‏المكرّمة
، ‏كما تحمل الشيخوخة براءة الطفولة
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَتَّى 18:3 إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ ٱلْأَوْلَادِ
إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ
إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ
إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ
إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فلن تدخلوا ملكوت السموات


الساعة الآن 12:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024