منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأطفال متى (3:18) (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=637705)

walaa farouk 09 - 08 - 2019 07:01 PM

إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأطفال متى (3:18)
 
https://upload.chjoy.com/uploads/156537701433491.jpg

إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأطفال
فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ(3:18)

‎ ‎يؤكّد السيِّد لطالبي الملكوت التزامهم بالرجوع ليصيروا مثل الأولاد، فيدخلوا ملكوت السموات. إنه ليس تراجعًا إلى ‏الوراء، ‏لكنّه نمو نحو الطفولة المتواضعة البسيطة. فالإنسان خلال خبراته على الأرض
تنتفخ ذاته جدًا، ولا يستطيع ‏الدخول من ‏الباب الضيق
. لهذا يليق به أن يتخلّى عن كل كبرياء
لكي تصغر ذاته جدًا وتُصلب تمامًا،
فيعبر خلال سيّده ‏المصلوب من ‏باب التواضع

، الذي هو الباب الملوكي والمدخل الوحيد للملكوت السماوي‎.‎

بدون التواضع يبقى الإنسان خارجًا،
مهما قدّم من عبادة ونسكيّات لا يمكنه الدخول،
فإنه لا يمكن لقلب متكبّر أن ‏ينعم ‏بالاتّحاد مع ابن الله
المتواضع ليعبّر به وفيه إلى حضن أبيه، لهذا يكمّل السيِّد:
"فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو ‏الأعظم ‏في ملكوت السماوات
" إن كان الكبرياء قد طرد الإنسان من الفردوس
، فلا دخول إليه بغير طريق التواضع‎.‎


يحدّثنا القديس يوحنا الذهبي الفم عن دور التواضع
في تمتّعنا بالحياة الملكوتيّة في هذا العالم وفي الحياة الأخرى
، إذ ‏يقول: ‏‏[لكي ننعم بالراحة هنا وفي الحياة العتيدة
يلزمنا أن نجاهد في غرس أُم كل الصالحات
أي التواضع في نفوسنا. بهذا ‏نستطيع ‏أن نعبر بحر هذه الحياة
بلا أمواج، وننهي رحلتنا إلى ذلك الميناء الهادئ
كما يقول: [ليس شيء مقبولًا لدى الله
مثل ‏أن ‏يحسب الإنسان نفسه آخر الكل،

هذا هو المبدأ الأول للحكمة العمليّة، فإن المتواضع والمجروح
في قلبه لا يحب ‏المجد ‏الباطل، ولا هو بغضوب،
ولا يحسد قريبه، ولا يلجأ إلى أية شهوة
ويقول القدّيس باسيليوس الكبير:
[إننا نقبل ملكوت ‏الله ‏مثل ولد" (لو 18: 17)
إن كنّا نتطلّع إلى تعليم ربّنا كطفل تحت التدريب لا يُعارض معلّميه ولا ينازعهم، وإنما بثقة ‏يتقبّل ‏التعليم في ذهنه وبرغبة في التعلُّم‎.‎
يقول القديس أمبروسيوس:
[لا يقصد هنا تفضيل سنٍ على آخر،
وإلا صار النمو عملًا هدّامًا
. وكنت لا اشتهي البلوغ ‏إلى ‏سن النضوج
مادام يسلبني تعبي في ملكوت السماوات
، ولما سمح الله بالنمو الذي ينمِّي الرذيلة لا الفضيلة،

ولما اختار ‏الرب ‏تلاميذه من الرجال الناضجين
، إنما كان يختارهم من الأطفال...
فالرب لا يُشير بالطفولة إلى سنٍ،
بل إلى المحبّة التي ‏تحمل ‏بساطة الطفولة.
الفضيلة ليست عجزًا عن إتمام الخطيّة لكنها رفض لها،
ومثابرة للعودة إلى طبيعتنا الأولى
وطفولتنا ‏كما ‏يقول: [إن كان الأطفال سرعان ما يتشاجرون معًا،
لكنهم أيضًا سرعان ما يعودون ليجتمعوا معًا بصداقة عظيمة
، إذ هم ‏لا ‏يعرفون السلوك بمكر وخداع
يقول القديس كيرلس الكبير: [ليكن سموِّنا في تواضعنا
، ومجدنا في عدم محبّتنا للمجد،
وليكن اشتياقنا منصبًّا فيما يُسِر ‏الله،
‏واضعين في ذهننا ما يقوله لنا الحكيم: "
إذ تصيرون عظماء تتّضعون بالأكثر
فتجدون نعمة لدى الرب" (ابن سيراخ ‏‏3: ‏‏18).
فإن الله يحتقر المتعجرفين
ويحسب المتكبّرين كأعداء له، لكنّه يكلِّل الودعاء ومتواضعي الذهن بالكرامات‏‎.‎

‎ ‎إن كان السيِّد يشتاق أن ينعم تلاميذه بالرجوع إلى الطفولة
، فيحملون روح التواضع بكونه السمة الملوكيّة التي تسند ‏النفس ‏في عبورها إلى الحياة السماويّة، فإن السيِّد
وهو يتحدّث عن الأطفال يقدّم الطفولة كحاملة لاسمه،
إذ يقول: "ومن قبِلَ ‏ولدًا ‏واحدًا مثل هذا باسمي فقد قبلني‎".‎


لئلا يستنكف أحد من أن يرجع إلى تواضع الطفولة
، يتجلّى السيِّد في حياة الأطفال،
فيحسب من يقبلهم باسمه إنّما يقبله ‏هو.
‏هكذا يرفع السيِّد من الطفولة التي احتقرَتها البشريّة
بكل أجناسها وألسنتها. فإن كان السيِّد قد كرّم الإنسان خلال تأنُّسِهِ
، ‏وكرَّم ‏الفقراء حاسبًا إيّاهم إخوته الأصاغر،
ما يُفعل بهم إنّما يقدَّم لحسابه، هنا يُكرم الطفولة،
من يقبلها باسمه إنّما يقبَله هو. ‏
تُرى ‏من لا يشتهي أن يحمل طبيعة "الطفولة المتواضعة"
الحاملة لاسم المسيّا الملك؟! حقًا لقد قدَّس السيِّد الطفولة
إذ صار ‏طفلًا، ‏ولا يزال يقدّسها إذ يجعل اسمه
محمولًا على أطفاله الصغار؟‎!‎

يقول القديس أمبروسيوس:
[من هو هذا الطفل الذي يليق بتلاميذ المسيح أن يتمثلوا به إلا الذي قال عنه إشعياء: "يُولد ‏لنا ‏ولد ونعطَى ابنًا..." (إش 9: 6)،
هذا الذي قال: "اِحمل صليبك واتبعني" (مت 16: 24). هذا الذي تميّز بأنه "إذ شُتم لم ‏يكن ‏يُشتم عوضًا، وإذ تألّم لم يكن يهدّد" (1 بط 2: 23). هنا الفضيلة الكاملة في الطفولة حيث تحمل الأمور القديمة ‏المكرّمة
، ‏كما تحمل الشيخوخة براءة الطفولة

Mary Naeem 10 - 08 - 2019 09:38 AM

رد: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأطفال متى (3:18)
 
حقًا لقد قدَّس السيِّد الطفولة
إذ صار ‏طفلًا، ‏ولا يزال يقدّسها إذ يجعل اسمه
محمولًا على أطفاله الصغار؟‎

موضوع مميز
ربنا يباركك


الساعة الآن 10:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025