11 وَيَأْتِي وَيَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ، الَّذِي لِلْمَوْتِ فَلِلْمَوْتِ، وَالَّذِي لِلسَّبْيِ فَلِلسَّبْيِ، وَالَّذِي لِلسَّيْفِ فَلِلسَّيْفِ. 12 وَأُوقِدُ نَارًا فِي بُيُوتِ آلِهَةِ مِصْرَ فَيُحْرِقُهَا وَيَسْبِيهَا، وَيَلْبَسُ أَرْضَ مِصْرَ كَمَا يَلْبَسُ الرَّاعِي رِدَاءَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ بِسَلاَمٍ. 13 وَيَكْسِرُ أَنْصَابَ بَيْتَ شَمْسٍ الَّتِي فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَيُحْرِقُ بُيُوتَ آلِهَةِ مِصْرَ بِالنَّارِ».
تبرز شجاعة إرميا الذي حُمل مع كاتبه باروخ قسرًا إلى مصر، في بلدٍ غريبٍ، ولم يكن معه أحد يقف بجواره سوى باروخ. ومع هذا نطق بنبواته بكل جرأة ضد فرعون مصر وضد اليهود الهاربين إليها. لقد أعلن لهم أنهم هربوا من بابل إلى مصر، هوذا تبلغ إليهم بابل حيث تُعلن سلطانها على مصر.
بالرغم من عصيانهم وذهابهم إلى مصر، لم يمنع الله عنهم النبوة، فتنبأ إرميا وهو في مصر. أنه يود أن يفتقد شعبه أينما وُجدوا. لم يكن الموضع هو الذي يحث إرميا على الشهادة بكلمة الرب، بل القلب الناري الذي لا يفتر عن أن يستجيب لروح الرب، لذا نجد إرميا ينطق بكلمة الرب أينما وجد حتى إن حُمل إلى بلدً غريبٍ لا يريد أن يقطنه:
أ. تنبأ في آذان أورشليم (إر 2: 1).
ب. في أبواب بيت الرب، فكان يشهد للداخلين للسجود هناك (إر 7: 1-2).
ج. في كل أبواب أورشليم (إر 17: 19).
د. عند مدخل باب الفخاري حيث يسمع ملوك يهوذا وسكان أورشليم كلمة الرب (إر 19: 1-3).
ه. في قصر الملك (إر 22: 1-3).
و. في دار بيت الرب حيث يتكلم مع القادمين للسجود من كل مدن يهوذا (إر 26: 1-2).
ز. في السجن (إر 32: 6).
ح. في أرض مصر (إر 34: 8- إر 44).
بلا شك لم يكن إرميا سعيدًا في مصر للأسباب التالية:
أ. كانت مصر مملوءة بالأصنام.
ب. لم يكن شعبه متعاطفًا معه، ولم يكن يتوقع منهم معاملة حسنة.
ج. لا ننسى أنه حُمل إلى مصر وهو الذي نادى بعدم الالتجاء إليها، فلم يكن يتوقع معاملة طيبة من أي رجلٍ حكوميٍ في مصر، إذ كانت أفكاره السياسية معروفة.