رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرَّاعي الصَّالِح والكنيسة: في نظر القديس يوحنا، يعتبر الحديث عن الرَّاعي الصَّالِح الانطلاقة الأولى لتأسيس الكنيسة. يرحّب يسوع بالمولود الأعمى بعد شفائه، وقد طرده من المجمع رؤساء إسرائيل الأشرار. ويكلف بطرس، بعد القيامة، برسالة رعاية الكنيسة جمعاء (يوحنا21: 16). ويتولى "رعاة " آخرون (أفسس 4: 11) مهمة السَّهر على الكنائس وهم الشُّيوخ والأساقفة (1 بطرس 5: 31، أعمال 20-28). واقتداء بالرَّبَ الراعي الصالح، يجب على هؤلاء الرُّعاة أن يطلبوا " الخروف الضَّال (متى 18: 12-14)، ويكونوا على يقظة من الذِّئاب الخاطفة ممّن لم يشفقوا على القطيع، ومن العلماء الكذبة الذين يجذبون النَّاس إلى الضَّلال (أعمال 20: 28-30). توحي مجرّد تسمية "الرَّاعي" بفضائل الرُّعاة ومسلك الله في العهد القديم. ويذكر العهد الجديد ببعض سمات هذا المسلك: يجب على الرُّعاة أن يرعوا كنيسة الله بحميَّة ونزاهة (حزقيال 34: 2-3)، وأن يصبحوا مثالًا للقطيع. حينذاك يمنحهم "راعي الرُّعاة إِكليلاً مِنَ المَجدِ لا يَذبُل" (1 بطرس 5: 4). كانت العصور المسيحيَّة الأولى تفضل التَّوقف عند شخصيَّة يسوع، الرَّاعي الصَّالِح. فكان هذه الصُّورة في نظرهم المثل الأكمل للمُخلِّص، ولذلك نجده منقوشًا في الدياميس في مدافنهم. نستنتج مما سبق أنَّ اللقب "الراعي الصَّالِح" له جاذبيته الخاصة لدى المسيحيين عبر الأجيال، فإنهم يشعرون فيه بنوعٍ من دفء الرعاية. كما أن قطيع الغنم لا يقدر أن يواجه الحياة بدون راعيه، هكذا يشعر المسيحيون في مواجهة الشر والعَالَم الشَّرير إلى الراعي الإلهي الذي يحفظهم من الشَّر ويشبع كل احتياجاتهم، ويقودهم إلى المراعي الخصبة. |
|