منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 10 - 2016, 05:36 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

تأهيل الطبيعة البشرية للحياة مع الله - الجزء الأول مقدمة

تأهيل الطبيعة البشرية للحياة مع الله - الجزء الأول مقدمة
سرّ يسـوع تقديس الإنسان للاتحاد بالله
شهادة حية لإيمان مُسَلَّم من جيل إلى جيل
+ من التصق بالرب فهو روح واحد – 1كورنثوس 6: 17 +
سر يسوع تقديس الإنسان أي تأهيل الطبيعة البشرية للحياة مع الله
كمجال حي لنتذوق عمل المسيح الخلاصي في حياتنا وهذا هو القصد من تجسد الكلمة
*** الجزء الأول: عناوين الموضوع + تمهيد ***


++ عناوين الموضوع ++
* تمهيــــــــــــــــد
1– مقدمــــــــــــــــــة
2- غاية التجسـد الإلهي
3- تقديس البشرية في المسيح
4- الجســـــــــــــــد البشري مجال مناسب لعمل الله
5- اتحادنا بالله لم يُغير بشريتنا عن طبعها الإنساني
6- الاتحاد بالله لا يُفرض على الإنسان
7- الاتحــــــاد بالله امتداد دائم للإنسان
8– التأله (التقديس) كخبرة وعلامته في الإنسان
9– علامة التقديس أو الاتحـــــاد بالله (أو التأله)
10– المراجع

________ تمهيـــــد ________


موضوعنا اليوم موضوع في منتهى الأهمية وهو موضوع تذوق خبرة الحياة المسيحية في واقعنا العملي المُعاش، فهو موضوع عظيم ومجيد من أجل حياتنا الشخصية، لأنه هو الحياة المسيحية في عمق معناها الإلهي، لأننا أن لم نحياها على هذا المستوى فأننا نُعتبَّر لم ندخل للمسحية قط، لذلك كلامنا هو عن السرً الذي ظهر لنا في ملء الزمان بتجسد اللوغوس شخص ربنا يسوع المسيح مُخلِّص حياتنا من الفساد بإلباسنا ذاته مُجددا حياتنا بفعل موته وقيامته، وإذ وهبنا الروح القدس فصار خلاصنا مضموناً أن خضعنا له وسمعنا صوته ولبينا النداء وعشنا هذا الخلاص الثمين في واقع حياتنا هنا ونحن على الأرض لأنه سيمتد بنا إلى الأبدية.

وهذا السرّ العظيم المُعلن لنا بالتجسد الإلهي هو الذي أعثر الكثيرين وأربكهم فكرياً، وعلى الأخص الذين يقيسون أمور الله بالعقل والتعقل ويخضعوها للفكر بفحصها على منطق الإنسان الجسداني فيقعون فريسة لنظرية المعقول والغير معقول، لأن الإنسان في خبرة سقوطه فَقَدَ المنطق السماوي ذو الرؤية المستنيرة التي بها يرى الحقائق الإلهية واضحة أمام عينيه، لأن نور العقل انطفأ وسُلِّمَ للشيطان، فانغلقت حواس الإنسان الروحانية فلم يعد بقادر أن يرى ما لا يُرى، واستترت كل ما يخص الطبيعة الإلهية عنه، ومع مرور الأزمنة زحفت الظلمة بالتمام على كل مداركه حتى انفرشت على كيانه كله حتى مست أعضاء جسده وانعكست في حياته اليومية، حتى أنه نسى وضعه الإنساني الطبيعي المخلوق عليه حسب التدبير، وانحدر للتراب انحداراً سريعاً مروعاً، لذلك سؤاله الدائم محصور في حدود رؤيته القاصرة المنقوصة، لأنه أمام الإعلانات الإلهية يبدأ في التساؤل الشهير: هل من المعقول أن الله اتحد بنا اتحاد كامل تام حقيقي فعلياً وعملياً، وهل يُعقل أن الإنسان يرتفع للمستوى الإلهي، هذا غير معقول، وهل من المعقول أن نأكل جسد الرب ودمه المتحد بلاهوته بلا انفصال (لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين)، هذا غير معقول بالمرة، وهل من المنطق أننا نلتصق بالرب ونصير معه روحاً واحداً، وهل يجوز قط أن نصير أبناء لله في الابن الوحيد كوضع حقيقي حسب التدبير أم هو مُجرد وضع تشريفي لقبي مثل ضيف الشرف في الأفلام والمسلسلات!!!

وهذه بعض من أسئلة كثيرة التي بطبيعتها توضح الغباوة الروحية التي سيطرت على العقل، وهي تجعلنا نرى حال الإنسان المُذري إذ أن ليل الظلمة غشى الفكر والقلب معاً، وذلك مثلما أتى نيقوديموس ليلاً ليتكلم مع الله اللوغوس المتجسد المتحد اتحاد حقيقي بطبعنا الإنساني، وبدأ نيقوديموس بحديث منطقي مُتزن معقول لا ريب فيه قائلاً:
+ يا مُعلِّم، نعلم أنك أتيت من الله مُعلماً، لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه. (يوحنا 3: 2)
وبالرغم من هذا الحديث المعقول والمرتب والمُقنع للعقل جداً، والذي يُظهر أنه من غير المعقول فعلاً أن يصنع أحد هذه الآيات إن لم يكن الله معه واقعياً، ولكن شخص ربنا يسوع المسيح اللوغوس المتجسد الذي يرى مدى تورط الإنسان في الظلمة، صدم نيقوديموس وعصف بتفكيره بحديث وكلمات غير معقولة بالمرة، بل ومنافية للعقل تماماً وكل منطق إنساني، لأنه رداً على كلماته المتزنة من جهة حكمة العقل نجد أن الرب له حديث خاص جداً وعجيب كل العجب وبعيد عن منطقية التفكير الذي لمُعلِّم اليهود:
+ أجاب يسوع وقال له: "الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله". (يوحنا 3: 3)
وبالطبع اصطدم نيقوديموس بحجر عثرة مؤلم، فدخل في حالة صدمة عقلية شلت كل تفكيره، فرد بتهكم على كلمات الرب يسوع كمصدوم بالحديث قائلاً:
+ قال له نيقوديموس: كيف يُمكن للإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعلَّهُ يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟ (يوحنا 3: 4)
فلو دققنا في هذا الحديث نلاحظ عدم استساغة نيقوديموس للكلام وتهكمه على المعنى، أو ربما حاول أن يفهم، لأنه يبدو أن حديث الرب معهُ غير معقول تماماً، بل ومنافي لكل عقل ومنطق فعلاً، ولا يُقبل أبداً على مستوى الفحص والخضوع للفلسفة والمناقشات الفكرية المعقولة والجدل بين المتفلسفين، وحتى في التأملات وعلى مستوى الرمز لا يسير الحال بهذا المنطق والشكل، ونجد أن ربنا يسوع رد عليه مرة أخرى موضحاً الإجابة على سؤاله بطريقة غير متوقعة:
+ أجاب يسوع: الحق الحق أقول لك، أن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسدِ هوَّ، والمولود من الروح هو روح. لا تتعجب إني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق. الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح. (يوحنا 3: 5)
وبالرغم من الرب قال له لا تتعجب، لكنه ما زال لا يستطيع إلا أن يتعجب ويندهش أكثر من بداية الحديث، ويرجع مرة أخرى للغير معقول، ولكن نجد أن رد نيقوديموس الصارخ، فيه حيرة شديدة مع تعجب في عدم فهم تام لكلام الرب:
+ أجاب نيقوديموس وقال له: "كيف يُمكن أن يكون هذا؟" (يوحنا 3: 9)
أليس هذا هو نفس كلماتنا حينما نعجز أمام سرّ الله واتحاده بنا ونحاول أن نُمنطق كلمات الإعلان الإلهي ونحوَّر معاني الآيات لنخضعها للمعقول وننفي منها الغير معقول وذلك لكي نحاول أن نقنع أنفساً وغيرنا بها بحجة إعلان الحق والدفاع عن الإيمان، ولكن كلام المسيح الرب ذات سلطان سماوي ليس من علماء هذا الدهر ولا من حكمة هذا الجيل المعتل، قد هَدم نظرية المعقول والفحص العقلي القاصر على العجز البشري، بل وعصف بها تماماً قائلاً:
+ أجاب يسوع وقال: "أنت معلم إسرائيل ولا تعلم هذا!
الحق الحق أقول لك، إننا نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا، ولستم تقبلون شهادتنا. إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون، فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات؟ وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء.....
وهذه هي الدينونة: أن النور قد جاء إلى العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة. (رجاء مراجعة يوحنا 3: 1 إلى 21 وذلك للأهمية)
عموماً نجد القديس بولس الرسول صدم العالم كله بكلماته النارية وعصف بكل عقل يطلب المعقول وينفي الغير معقول ولا يقبله:
+ وأنا لما أتيت إليكم أيها الإخوة، أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة منادياً لكم بشهادة الله.. وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المُقنع (المعقول) بل ببرهان الروح والقوة، لكيلا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله. (راجع للأهمية 1كورنثوس 2: 1 – 19)
يقول القديس كيرلس الكبير:
+ إن كيفية الاتحاد عميقة وفائقة الوصف وفائقة لمداركنا. فمن الجهالة التامة أن نُخضع للبحث العقلي ما يفوق العقل وأن نحاول أن نُدرك بعقولنا الذي لا يُدرك بالعقل. أم لست تعلم أن ذلك السرّ العميق ينبغي أن يُعبد بإيمان بلا فحص! أما السؤال الجاهل "كيف يُمكن أن يكون هذا؟ فإننا نتركه لنيقوديموس وأمثاله. أما نحن فإننا نقبل بدون تردد أقوال روح الله ونثق أن المسيح القائل: "الحق الحق أقول لكم: إننا نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا"(عن تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس الكبير)

_____ يتبـــــع _____
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أخذ الله الطبيعة البشرية إلى جانب طبيعته الإلهية دون أن يكف عن ألوهيته
تلك الطبيعة الإلهية المخفية بإرادته وراء الطبيعة البشرية
من يعرف وهن الطبيعة البشرية ينال خبرة قوة الله
تأهيل الطبيعة البشرية للحياة مع الله - الجزء الثاني تابع المقدمة
رحلة البشرية بالمحبة الإلهية ( الجزء الأول )


الساعة الآن 02:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024