على الرغم مما لاقاه الرب يسوع من قسوة موجعة من الأشرار، ولكن لم تخرج من شفتيه كلمة تتسم بالخداع أو المكر «وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ». فلم تكُن عنده دوافع شريرة تكمن خلف كلماته.
ثم يُذكّرنا بطرس عن الرب أنه «إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ». ففي مواجهة الشتائم والاتهامات الكاذبة والأحقاد، فإنه ظل صامتًا. وعندما انبرت الافتراءات الكاذبة عليه أمام المجمع اليهودي بقي محتفظًا بسلامه «فَكَانَ سَاكِتًا» (متى٢٦: ٦٣)، وأمام بيلاطس «لَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ» (متى٢٧: ١٤). وعندما «احْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ عَسْكَرِهِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ... لَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ» (لوقا٢٣: ٩-١١). وكم هو حسن لنا أن نتبع خطواته، وفي مواجهة كلمات الناس الماكرة التي تأتينا من أي مكان، علينا أن نبقى صامتين.