|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعييرات باسم المسيح «إن عُيّرتم باسم المسيح، فطوبى لكم، لأن روح المجد والله يَحِل عليكم» ( 1بطرس 4: 14 ) إن الألم من العالم هو الشيء الطبيعي بالنسبة للمؤمـن. قد يظن البعض أن الحياة السهلة والسارة في العالم هي الشيء الطبيعي لهم، وأن الاضطهاد ”أمرٌ غريب“، وغير طبيعي. عندئذٍ، إذا جاء الاضطهاد يحزنون، ويشعرون أن العار قد لَحق بهم، وأن بَلْوَى مُحْرِقَـة أصابتهم. هذه النظرة الخطأ إلى الأمور، والرخاوة التي تَنفر من احتمال المشقات، هي التي تُفسِّر، إلى حد كبير، الضعف الشديد الذي نعاني منه اليوم. فأقليَّة صغيرة من المؤمنين هم المُستعدون أن يشهدوا لأي شيء، أو أن يقاوموا أي شيء في العالم. والسائد هو روح الضعف التي تؤدي إلى الانصياع والحلول الوَسَط. إننا نتحاشى المشقات والألم، ولكننا فقدنا، في الوقت نفسه، القوة والفرح. ولكن الرسول بطرس يُبرز لنا شرف الاشتراك في آلام المسيح (ع13)، بمعنى أننا نتعرَّض لآلام من نفس طبيعة الآلام التي تحمَّلها كشاهـد عظيم لله، في عالم مُتمرِّد. وهذا، مدعَـاة للفرح والابتهاج. وهو ينادي بما اختبره هو شخصيًا، كما هو مسجَّل في أعمال 5: 41 «وأما هم فذهبوا فَرحين من أمام المجمع، لأنهم حُسبُوا مُستَأهلين أن يُهانوا من أجل اسمهِ». فعلينا أن نفرح الآن، ونحن في وسط الألم، وبذلك نعلن انتصارنا أمام أعدائنا. ويوم استعلان مجد المسيح يدنـو سريعًا، وفيه سنفرح فرحًا فائقًا مُبتهجين. سنفرح مُبتهجين لأن أيام الألم تكون قد ولَّت، وجاء يوم المكافأة. فآلام المسيح الفائقة تُوِّجـت بمجدٍ فائق. ولكن لن يصيبنا في هذا العالم الاضطهاد فقط، بل التعيير أيضًا، وكثيرًا ما يكون هو الأصعب في احتماله. حسنًا، فإذا جاء علينا التعيير، فهل نرثي لأنفسنا؟ لا على الإطلاق، فهو مَدعَـاة فرح وبركة لنا، إن كان تعييرنا «باسم المسيح» أو ”من أجل المسيح“، ومعناها أن العالم يرانا مُمثِّلين له. لقد كان الرب يسوع، في وقتٍ ما، في هذا العالم كمُمثِّل عظيم ليهوه، ولذلك استطاع أن يقول: «تعييرات مُعيريك وقعت عليَّ». وهذا بالتأكيد لم يكن لينتقص من كرامته، وكذلك هو شرف لنا أن نُعيَّر بِاسم المسيح. قد يجدِّف الناس عليه، وقد يعيِّرونا نحن، ولكننا نُمجِّـده، والروح الذي يسكن فينا يحلُّ علينا باعتباره روح المجد والله. وكم من مؤمن، عندما ينظر للوراء لفترة التعيير هذه، يراها فترة رِفعة روحية وبركة! |
|