«…لاَ يَرْضَى بِسَاقَيِ الرَّجُلِ» (مزمور10:147).
كم هي فكرة مثيرة للإهتمام أن الإله العظيم المتعالي لا يرضى بساقيِ الرَّجُل!
يمكن أن نفكر في هذا الصدد بعالَمْ الرياضة، ببطل السباق الرشيق والسريع عندما يقطع خط النهاية رافعاً ذراعيه إلى الأعلى منتصراً، وبلاعب كرة السلة رامياً الكرة في سلّة مسجلاً هدف الغلبة، وببطل كرة القدم المفتول العضلات يتقدّم دون تردّد عبر خطوط الملعب.
الحشدُ ملتهب حماساً، إنه يقفز ويصيح ويهتف (وأحياناً أخرى يطلق صيحات الإستهجان) متعصّب ويشارك عاطفياً في اللعب، ويمكنك أن تقول أنه يرضى بساقَي الرَّجُل، أي في مقدرته على خوض المباراة.
لم يكن المقصود بآية اليوم منع الإهتمام بالرياضة، ففي مواضع أخرى يمتَدح الكتاب المقدس التدريبات الجسدية، لكن عدم رضى الله بساقَي الرَّجُل ينبغي أن يذكّرنا بأن نحافظ على توازنٍ في أولويّاتنا.
إنه لمن السهل على الشاب المؤمن أن يصبح منهمكاً جداً في رياضة ما حتى تصبح شغف حياته، حيث ينصَّبُ أفضل مجهوده في تحقيق التفوُّق، يضبط وقته وطعامه ونومه. إنه يتدرّب بلا إنقطاع ليُتقن مهاراته في كل مباراة يتصوّرها ويداوم على نهج أسلوب تدريب كي يحافظ على لياقته البدنية، إنه يفكّر ويتحدّث عن هذه الرياضة كما لو كانت حياته. لعل الأمر كذلك في الواقع. أحياناً يشعر شاب مؤمن مثل هذا بالتقصير عندما يدرك أن الله لا يرضى بساقَي الرَّجُل. فإذا كان يريد أن يسير في شركة الله فلا بد له من إعتماد منظور الله.
ما الذي يرضي الله إذاً؟ يخبرنا العدد الحادي عشر من المزمور147 «يَرْضَى الرَّبُّ بِأَتْقِيَائِهِ بِالرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ»، وبعبارة أخرى، إن الله أكثر إهتماماً بالروحيات مما في الجسديات وهذا ما يعكسه الرسول بولس عندما يقول، «لأَنَّ الرِّيَاضَةَ الْجَسَدِيَّةَ نَافِعَةٌ لِقَلِيلٍ، وَلَكِنَّ التَّقْوَى نَافِعَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، إِذْ لَهَا مَوْعِدُ الْحَيَاةِ الْحَاضِرَةِ وَالْعَتِيدَةِ» (تيموثاوس الأولى8:4).
بعد مائة عام من اليوم، عندما تصمت الهتافات وعندما يفرغ المدرَّج، وتُنسى الأهداف، فإن الشيء الذي سيكون له قيمة حقاًّ هو حياة طُلبِ فيها أوّلاً ملكوت الله وبرِّه.