|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مسئوليته كرقيب: قبل أن نتحدث عن مسئوليته نود أن نوضح أن حديث الرب إليه كان هكذا: "كلم بني شعبك" [2] ، ولم يقل له "بني شعبي"، وأيضًا يقول "كشعبي" [31]،أي كأنهم شعبي. فإنهم إذ لم ينعموا بعد بالمصالحة مع الله لا يدعوهم الله "شعبي".هذا ما رأيناه في دراستنا لسفر الخروج، فإن الله إذ يكون في حالة مصالحة مع شعبه يقول: "شعبي، سبوتي، أعيادي، بخوري، تقدماتي..." ناسبًاالشعب وكل عبادته وأعياده وتقدماته أنها له شخصيًا. أما في حالة تعبه من جهتهم فيقول للنبي "شعبك" كمايقول لهم "أعيادكم، سبوتكم، تقدماتكم إلخ...". كان الله قد بدأ هذه المجموعة من النبوات والوصايا بعتاب غير مباشر فيقول لهم: لا أستطيع بعد أن أدعوكم شعبي... أنتم شعب حزقيال، كأنكم شعبي. اقبلوا وصيتي وادخلوا إلى التوبة فأجعلكم شعبًا لي وأصير لكم إلهًا، أو كما قال على لسان حزقيال النبي: "يكون مسكني فوقهم، وأكون إلهًا ويكونون لي شعبًا" (37: 27). تحدث بعد ذلك عن مسئوليته كرقيب، يلتزم أن يكون صريحًا لخلاص نفوسهم وخلاص نفسه، فإنه إن توقف عن إعلان الرسالة مجاملة لهم تُطلب كل نفس تهلك منه..."فإن رأى الرقيب السيف مقبلًا ولم ينفخ في البوق ولم يتحذر الشعب، فجاء السيف وأخذ نفسًا منهم، فهو قد أُخِذ بذنبه أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه" [6]. هذه الكلمات لا تزال ترعب كل أسقف أو كاهن أو شماس... فإنهم إن أهملوا في تحذير الشعب -أيا كانت ظروفهم أو مراكزهم- تطلب نفوسهم عوض النفوس الهالكة... وقد سبق أن قدمنا أمثلة لذلك. فيما يلي بعض تعليقات الآباء على مسئولية الرقباء والتزامهم بتحذير الخطاة وعدم صمتهم: * بحسبما جاء في حزقيال يلزم ألا يصمت الرقباء على الرذيلة مادام السيف مسلطًا عليهم، فإن هذا الصمتلا يفيدهم كما لا يفيد الخطاة، إنما بالحري يجب أن يراقبوا ويحذروا، بهذا ينتفع الذين يقدمون التحذير ما لم ينتفع الاثنان معًا: المتكلم والسامع. القديس غريغوريوس النزينزي * أولشيء أفعله هو تقديم تقرير لشعبي أستمده من فوق لأتمم عملي كرقيب (إش 21: 6؛ 62: 6؛ حب 2: 1) فإنكنت لا أوقف مجيء السيف فإني أخلص نفسي ونفوس الذين يسمعونني معلنًا عصيان شعبي، حاسبًا ما يخصهم يخصني أنا. بهذا أحصل على شيء من الراحة والحنو. القديس غريغوريوس النزينزي * لقدوضع الرقباء والنظار في الكنيسة على الشعب لينتهروا الخطيئة بغير رحمة. القديس أغسطينوس * أينوع من الدم يطلبه الله من يد الرقيب إلا ذاك الذي ينسكب من الخاطئ؟! فإنه هكذا يهلك قلب الغبي، إذ قيل: "اسمعوا لي يا من فقدتم قلوبكم"، إذ سكبوا الدم وفقدوا قوة النفس الحية. العلامة أوريجانوس * لوأنك أؤتمنت على حفظ ينبوع مياه نقية للقطيع، ورأيت القطيع يشرب وحلًا أفلا تعمل من أجل إزالة الوحل من المياه؟! لكنك الآن لست تتعهد ينبوعًا من المياه بل من الدم والروح فإن رأيت واحدًا فيه خطيئة، التي هي أخطر من التراب والوحل وجاء إليه أفلا تحزن؟! أما تمنعه؟! أي عذر لك؟! فإن الله قد أعطاك هذه الكرامة لهذا الهدف أن تميز هذه الأشياء. هذه هي وظيفتك؛ هنا يكون سلامك، وهنا يكون لك إكليلك، ليس مجرد أنك تلبس ثوبًا أبيضًا متلألأ! القديس يوحنا الذهبي الفم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حزقيال النبي | بعد أن تمتع حزقيال النبي بالدخول إلى القدس |
حزقيال كرقيب أمره الرب |
لقد أوضح الله لخادمه حزقيال مدى مسئوليته |
حزقيال النبي ومسئوليته كرقيب |
حزقيال ومسئوليته كرقيب |