أن اليفانا قائد جيوش بختنصر ملك الأشوريين حينما حاصر مدينة بيت فالوا أمر غلمانه بأن يهدموا قناة الماء الجاري الى المدينة، فالشيطان على هذه الصورة يعتني بكل جهده وأستطاعته في أن يجعل الأنفس أن تخسر حسن تعبدها لوالدة الإله، لكي يغلق بذلك قناة النعم. وهكذا بسهولةٍ كليةٍ يمكنه أن يكتسب تلك الأنفس لذاته ويضعها تحت حوزته. وفي هذا الصدد ينبه القديس برنردوس عينه المؤمنين بقوله: تأملي أيتها الأنفس المسيحية بكم من الحب والأنعطاف وحسن التعبد يريد الرب منا أن نكرم ملكتنا هذه، بألتجائنا دائماً الى حمايتها، وبأعتصامنا بالرجاء في شفاعاتها، لأنه تعالى قد أدخر فيها ملء الخيرات كلها، حتى أننا نعلم أن جميع ما يوجد عندنا بعد ذلك من الرجاء والنعم والخلاص، فأنما نحصل عليه بواسطة مريم.