|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الشِّرِّيرُ هُوَ يَتَلَوَّى كُلَّ أَيَّامِهِ، وَكُلَّ عَدَدِ السِّنِينَ الْمَعْدُودَةِ لِلْعَاتِي". [20] يكاد يقول أليفاز في صراحة وبجرأة أن أيوب رجل شرير ينطبق عليه القول: "الشرير هو يتلوى كل أيامه، وكل عدد السنين المعدودة للعاتي". هكذا يتهم أيوب بالظلم والبطش، لذا تأهل أن يتلوى بالمحن والتجارب القاسية، ما فعله ارتد على رأسه، لذا لم يعد يوجد وقت للتظاهر بخلاف ما هو في داخله، فأيامه لا تطول. *أليفاز ملك التيمنيين وبلدد طاغية الشوحيين وصوفر ملك المينيين Mineans وبخوا أيوب بعنفٍ على أساس أنه عانى من مثل هذه العقوبات بسبب خطاياه. بنظرتهم التافهة لم يدركوا أن الرب سلمه ليُجرب، لكي ما يتشكل بالتجارب وينال إكليلًا أعظم مثل مصارعٍ لأجل المسيح. لهذا لم يروا سرّ الحكمة العظيم هذا. قلوبهم الضيقة كانت خائفة لئلا يظهروا أنهم يتهمون الله بالظلم إن سمحوا بقبول حلول عقوبات على إنسانٍ بار. لقد ألقوا المسئولية على أيوب البار من جهة العقوبات التي حلت به، قائلين: كل حياة الأشرار تنقضي في قلقٍ، و"الغني الذي يجمع بالظلم يُتقيأ خارجًا" (20: 15). ادعوا أنه عانى من كل الأحزان كإنسانٍ يتألم على الأرض بسبب خطاياه. القديس أمبروسيوس "السنوات التي تُعطى للظالم كثيرة". في هذا أيضًا لا يتكلم أليفاز بأمانة، فإنه حين يريد الله ذلك يضع نهاية لسلطان الظالم، فإنه لا يقيد بعددٍ من السنوات، ولا يُحد بزمنٍ ما. لقد قال هذا لأن أيوب قال: "البار والذي بلا لوم يُسلم للسخرية، لأنه في الوقت المعين يكون مُعدًا أن يموت بضربات الغريب، ويرى بيته يخرب بواسطة الأشرار" (12: 4-5). أراد أيوب أن يتحدث عن الزمن الذي خلاله يسمح الله للخطاة أن يعذبوا الأشرار (حك 2: 10) حسب قدرتهم (1 كو 10: 13)، بقصد أن يُجرب كل واحد حسب قياسه، معلنًا أنهم يحاربون من أجل الفضيلة حتى يكللوا. أما بالنسبة لأليفاز فإنه نطق بهذه الكلمات ضد أيوب: "يعطي سنوات عديدة للأقوياء" لكن هذه أيضًا عبارة مضللة، مثل العبارة التالية. "ورعبه في أذنيه" (21)، كيف يمكن أن يكون الرعب في أذنيه، هذا الذي لا يحفظ ناموس الله في قلبه، وكيف لا يفتح أذنيه إلى الذين يمكنهم أن يعلموه مخافة الله (مز 37: 31؛ 40: 8؛ 34: 12)؟ الأب هيسيخيوس الأورشليمي البابا غريغوريوس (الكبير) |
|